تُعتبر الحرف اليدوية والتراثية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية لأي أمة، فهي تعكس تاريخها وتقاليدها وتبتكر من خلالها أساليب فريدة للتعبير عن الإبداع والمهارات الفنية،في هذا الإطار، يُنظم معرض “تراثنا” في دورته السادسة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليكون منصة فريدة تجمع بين المبدعين والحرفيين من مختلف المحافظات،وقد أشار باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، إلى أهمية هذا المعرض في تعزيز التعاون بين جميع الجهات المعنية لدعم أصحاب المشروعات و فرص نجاحهم.

توقيع مذكرة تفاهم بين الجهات المعنية

يعد توقيع مذكرة تفاهم بين جهاز تنمية المشروعات وشركة ليجاسي للتطوير والإدارة، بالإضافة إلى شركة ميوسيوم للاستشارات التجارية، خطوة استراتيجية تهدف إلى تقديم الدعم والرعاية للحرفيين،وجاء هذا التوقيع بحضور عدد من الشخصيات البارزة، مثل الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، في إشارة واضحة إلى أهمية هذه الشراكات في تسويق المنتجات الحرفية والتراثية،يتحمل المتحف مسئولية كبيرة تجاه الحفاظ على التراث الثقافي، وتعزيز مكانة الحرفيين، لضمان استدامة تلك الفنون التقليدية.

دور المعرض في تعزيز الحرف اليدوية والتراثية

يساهم معرض “تراثنا” في فتح آفاق جديدة للحرفيين من خلال منحهم الفرصة لعرض منتجاتهم في متجر الهدايا الرسمي “The GEM Shop” بالمتحف المصري الكبير،يعد هذا التعاون فرصة لتعزيز جهود التسويق والترويج، مما يُسهم في رواج تلك المنتجات و الوعي بأهمية الحرف اليدوية،كما أضاف رحمي أن هذا التعاون يُمثل خطوة نوعية لرؤية جديدة تسعى لوضع تراثنا الحرفي في مكانه الصحيح ضمن الساحة السياحية والثقافية المحلية والدولية.

الأثر الإيجابي للحرف اليدوية على الاقتصاد المصري

أوضح باسل رحمي أن تسويق المنتجات الحرفية يُعتبر أداة فعالة لحماية الصناعات التراثية من الاندثار، ويعزز الهوية الثقافية المصرية على الساحة العالمية،وبهذه الصورة، يتجلى دور الشراكات بين القطاعين الخاص والحكومي في دعم الحرفيين وتمكينهم اقتصاديًا، حيث تنتج هذه الجهود بيئة دافعة لابتكار وتحسين جودة المنتجات،وبالمثل، يعكس الدكتور أحمد غنيم التزام المتحف الكبير بدعم الحرفيين، مؤكدًا أن التراث ليس مجرد ماضٍ، بل هو جزء من الحاضر ويُشكل علاقة وثيقة بالهوية المصرية.

استدامة الحرف اليدوية من خلال التدريب والدعم

يواصل جهاز تنمية المشروعات تقديم الدعم اللازم للحرفيين من خلال برامج تدريبية تهدف لتحسين المهارات وتعزيز القدرات الريادية، مع التأكيد على أهمية المشاركة في المعارض المحلية والدولية،تشجع تلك البرامج على إبداع أفكار جديدة وتلبية احتياجات الأسواق المتغيرة، مما يُعزز من قدرة المشروعات الصغيرة على النجاح،بالختام، يتضح أن الحرف اليدوية والتراثية ليست مجرد منتجات، بل هي تعبير عن الثقافة والنفحة الفنية التي تُرسي دعائم الهوية الوطنية، مما يستدعي تكاتف الجهود لاستدامتها وتنميتها بشكل فعّال.