الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 | 01:40 مساءً
ابو محمد الجولانى
بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003، انتقل أبو محمد الجولاني إلى العراق حيث انضم إلى تنظيم القاعدة، وارتقى بسرعة في صفوفه ليصبح من المقربين لزعيم التنظيم آنذاك، أبو مصعب الزرقاوي.
قُتل الزرقاوي في غارة أمريكية في 7 يونيو 2006، فغادر الجولاني العراق واستقر في لبنان، حيث قدم خدماته العسكرية واللوجستية لجماعة جند الشام السلفية المسلحة.
عاد الجولاني إلى العراق، لكنه تم اعتقاله من قبل جيش الاحتلال الأمريكي وأُودع في معسكر بوكا الشهير الذي كان يضم الآلاف من السلفيين التكفيريين، بمن فيهم أبو بكر البغدادي، الذي أصبح لاحقًا زعيم تنظيم داعش.
في عام 2008، أطلق الأمريكيون سراح الجولاني والمئات من زملائه من معسكر بوكا، ليواصل نشاطه العسكري إلى جانب أبو بكر البغدادي. سرعان ما برز الجولاني في العمليات العسكرية والتفجيرات، وتم تعيينه رئيسًا لغرفة عمليات محافظة نينوى.
مع بداية الأحداث في سوريا في عام 2011، انتقل الجولاني إليها وشارك في تأسيس فرع لتنظيم داعش في سوريا، والذي تحول إلى "جبهة النصرة". كانت هذه الجماعة بمثابة الفرع السوري لدولة العراق الإسلامية بقيادة أبو بكر البغدادي، الذي دعم الجولاني بالمال والأسلحة والمقاتلين.
نشب خلاف بين الجولاني والبغدادي بعد أن رفض الأخير أوامر دمج جبهة النصرة في "داعش"، مما دفع الجولاني إلى إعلان ولائه لتنظيم القاعدة، ليحافظ على قيادة جبهة النصرة.
على الرغم من بيعته لأيمن الظواهري، زعيم القاعدة، إلا أن الخلافات استمرت بين جبهة النصرة وداعش بسبب انقسام الولاءات، مما أسفر عن اندلاع اشتباكات بين الجانبين على الأراضي السورية.
في أكتوبر 2015، دعا الجولاني إلى تصعيد الهجمات في سوريا، محذرًا من أن المعركة ضد النظام السوري والمقاتلين الروس ستكون الخيار الوحيد المتاح.
في 28 يوليو 2016، أعلن الجولاني تغيير اسم جبهة النصرة إلى "جبهة فتح الشام" لتصبح مجموعة مستقلة، دون أن يتنازل عن ولائه للقاعدة.
في 28 يناير 2017، أعلن الجولاني عن حل جبهة فتح الشام ودمجها في "هيئة تحرير الشام"، بهدف تحسين موقفه أمام الدول الغربية وتوحيد القوى المسلحة ضد القاعدة وداعش.
نجحت هيئة تحرير الشام في فرض سيطرتها على معظم محافظة إدلب، وهزمت داعش والقاعدة وأغلب القوى المعارضة في الأراضي التي تسيطر عليها، واستمرت في حكمها عبر حكومة الإنقاذ السورية حتى دخولها دمشق في 8 ديسمبر 2024.
0 تعليق