أن تكون بعيدًا عن وطنك

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
- نبض مصر ما‭ ‬أحلى‭ ‬الوطن،‭ ‬وما‭ ‬أحلى‭ ‬الرجوع‭ ‬إليه،‭ ‬عبارات‭ ‬كنا‭ ‬نستمع‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يبتعدون‭ ‬عن‭ ‬أوطانهم‭ ‬لظروف‭ ‬إقتضتها‭ ‬سُبل‭ ‬العيش‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬مجالات‭ ‬تثري‭ ‬المعرفة‭ ‬والإطلاع‭ ‬وتحسن‭ ‬ربما‭ ‬من‭ ‬المعيشة‭ ‬وتضيف‭ ‬خبرات‭ ‬وتجارب‭ ‬تثري‭ ‬المعرفة‭ ‬وتؤصل‭ ‬في‭ ‬المرء‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إكتشاف‭ ‬المجهول‭ ‬للعيش‭ ‬الآمن‭ ‬المستقر،‭ ‬رغم‭ ‬تحمل‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬التضحية،‭ ‬إيماناً‭ ‬بأن‭ ‬البُعد‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬مؤقت‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬مرابع‭ ‬الصبا‭ ‬والشباب‭ ‬والقرب‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والمعارف‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬فمهما‭ ‬ابتعد‭ ‬المواطن‭ ‬عن‭ ‬وطنه‭ ‬فإن‭ ‬الحنين‭ ‬كما‭ ‬يقالب

اأبداً‭ ‬لأول‭ ‬منزلب‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬أبوتمام‭:‬

حبيب‭ ‬بن‭ ‬أوس‭ ‬الطائي‭ ‬180‭ ‬هـ-796م‭.‬

انقل‭ ‬فؤادك‭ ‬حيث‭ ‬شئت‭ ‬من‭ ‬الهوى

ما‭ ‬الحب‭ ‬إلا‭ ‬للحبيب‭ ‬الأول

كم‭ ‬منزل‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬يألفه‭ ‬الفتى

وحنينه‭ ‬أبدأ‭ ‬لأول‭ ‬منزل

أسألوا‭ ‬بالله‭ ‬عليكم‭ ‬من‭ ‬تغرب‭ ‬عن‭ ‬وطنه‭ ‬لظروف‭ ‬قاهرة‭ ‬ولا‭ ‬يعلم‭ ‬متى‭ ‬يعود،‭ ‬وأسألوهم‭ ‬كيف‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬الحنين‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬جمعتهم‭ ‬والناس‭ ‬الذين‭ ‬عاشوا‭ ‬بينهم؛‭ ‬فعلينا‭ ‬أن‭ ‬نحمي‭ ‬أوطاننا‭ ‬ونذود‭ ‬عنها‭.. ‬فجميل‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬البلاد‭ ‬الأخرى‭ ‬وتربطنا‭ ‬بأهلها‭ ‬علاقات‭ ‬وثيقة‭ ‬ومصالح‭ ‬متبادلة‭ ‬فالعالم‭ ‬بات‭ ‬صغيراً‭ ‬والمسافات‭ ‬ووسائل‭ ‬المواصلات‭ ‬الحديثة‭ ‬وسبل‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعي‭ ‬قربت‭ ‬الدول‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬بعضها‭ ‬وبعض،‭ ‬والرزق‭ ‬عندما‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الأخرى‭ ‬الغرض‭ ‬منه‭ ‬تحسين‭ ‬الأوضاع‭ ‬المعيشية‭ ‬ولابد‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭ ‬ممكن؛‭ ‬فالحياة‭ ‬لا‭ ‬تستقيم‭ ‬ولا‭ ‬تدوم‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬الأهل‭ ‬والأصحاب‭ ‬وأهل‭ ‬الديار‭....‬

أعيادنا‭ ‬الوطنية‭ ‬مفخرة‭ ‬لنا‭ ‬وعز‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬تاريخنا‭ ‬وعمقنا‭ ‬الإنساني‭ ‬والبشري‭ ‬وإيماناً‭ ‬بدورنا‭ ‬الحضاري‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يغب‭ ‬ولن‭ ‬يغيب،‭ ‬مع‭ ‬إيماننا‭ ‬بأننا‭ ‬القادرون‭ ‬على‭ ‬الإضافة‭ ‬والفعل‭ ‬بما‭ ‬يصون‭ ‬ترابنا‭ ‬ويؤصل‭ ‬علاقاتنا‭ ‬بأشقائنا‭ ‬وأصدقائنا‭.‬

تذكرت‭ ‬أيام‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬1968-1972م‭ ‬بجامعة‭ ‬الكويت‭ ‬يوم‭ ‬أن‭ ‬كنا‭ ‬سنوياً‭ ‬نحتفل‭ ‬وبتنظيم‭ ‬ذكي‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬الجامعة‭ ‬ابيوم‭ ‬الوافدينب‭ ‬حيث‭ ‬يقام‭ ‬معرض‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬يدرس‭ ‬أبناؤها‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬تعرض‭ ‬فيه‭ ‬منتجات‭ ‬ومطبوعات‭ ‬الكتب‭ ‬للدولة‭ ‬المعنية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حفل‭ ‬يقام‭ ‬بمسرح‭ ‬الخالدية‭ ‬وكان‭ ‬لنا‭ ‬الشرف‭ ‬كطلبة‭ ‬بحرينيين‭ ‬أن‭ ‬نتفوق‭ ‬سنوياَ‭ ‬بهذا‭ ‬النشاط‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬مكانة‭ ‬بلادنا‭ ‬البحرين‭ ‬وبما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬حضاري‭ ‬وثقافي‭ ‬وعمق‭ ‬تاريخي‭ ‬وتمدنا‭ ‬الدولة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬نحتاج‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬مساعدة‭ ‬إيماناً‭ ‬بأن‭ ‬الطلبة‭ ‬هم‭ ‬عنوان‭ ‬تقدم‭ ‬وعطاء‭ ‬الأبناء‭ ‬لوطنهم‭ ‬وفاءً‭ ‬وإخلاصاً‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬ايوم‭ ‬الوافدينب‭ ‬وسيلة‭ ‬فعالة‭ ‬للتعارف‭ ‬على‭ ‬الأشقاء‭ ‬والأصدقاء‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والنشاطات‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬عنوان‭ ‬العطاء‭ ‬الوطني‭..‬

سنظل‭ ‬نقدر‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬أعيادنا‭ ‬الوطنية‭ ‬والتهنئة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬والذكرى‭ ‬الخامسة‭ ‬والعشرين‭ ‬لتولي‭ ‬جلالته‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم،‭ ‬والتهنئة‭ ‬موصولة‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وإلى‭ ‬العائلة‭ ‬الحاكمة‭ ‬الكريمة‭ ‬وشعب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي‭..‬

وستظل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬فاعل‭ ‬وإيجابي‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والعالمية‭ ‬ثابتة‭ ‬على‭ ‬مبادئها‭ ‬مؤمنة‭ ‬بالأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والتسامح‭ ‬وإثراء‭ ‬المعرفة‭ ‬والتطلع‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرؤية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030م‭ ‬إلى‭ ‬2050م‭ ‬واثقة‭ ‬من‭ ‬عطاء‭ ‬أبنائها‭ ‬وقدرتهم‭ ‬على‭ ‬البذل‭ ‬والعطاء‭ ‬لخير‭ ‬البشرية‭.‬

أوطاننا‭ ‬عزيزة‭ ‬علينا‭ ‬ونحن‭ ‬مأمورون‭ ‬بالمحافظة‭ ‬على‭ ‬مقدراتها‭ ‬وأن‭ ‬يسهم‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬بما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬والتجارب‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬والنماء‭ ‬والبناء‭.‬

حفظ‭ ‬الله‭ ‬أوطاننا‭ ‬وأدام‭ ‬علينا‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭.. ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وأهلنا‭ ‬بخير‭ ‬بعيدنا‭ ‬الوطني‭ ‬المجيد‭.‬

وعلى‭ ‬الخير‭ ‬والمحبة‭ ‬نلتقي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق