الاربعاء 18 ديسمبر 2024 | 02:55 مساءً
تستمر الساحة الليبية في جذب الأنظار على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث تظل الأوضاع السياسية والأمنية في حالة من عدم الاستقرار، على الرغم من التغيرات التي شهدتها المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
التشابه بين البيئة الجيوسياسية
ورغم وجود بعض أوجه التشابه بين البيئة الجيوسياسية في كل من سوريا وليبيا، إلا أن ليبيا تظل حالة فريدة من نوعها، إذ يمكن أن تتأثر مجددًا بالتوترات والاشتباكات رغم الفروق الجوهرية بين البلدين.
فبينما كانت سوريا تعتبر لاعبًا رئيسيًا في توازن القوى الإقليمي، فإن ليبيا، رغم تاريخها الطويل تحت حكم معمر القذافي، تفتقر إلى الوزن الاستراتيجي نفسه.
ومع ذلك، تظل ليبيا بمثابة ساحة للتنافس الإقليمي والدولي، حيث تزايد التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية قد يعيد إشعال فتيل النزاعات إذا لم تُتخذ إجراءات فعالة نحو حلها بطرق سلمية.
والسؤال المطروح الآن: هل من الممكن أن تتحول الجبهة الليبية إلى بؤرة اشتعال مرة أخرى؟
وفي هذا السياق، يوضح الكاتب الصحفي والمتخصص في الشأن الليبي لصحيفة "بلدنا اليوم"، سيد نجم، أنه بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، أصبح خطر تجدد المواجهات في ليبيا أكبر من ذي قبل.
وأشار إلى أن هذا الخطر يعود لعدة أسباب، أبرزها أن ليبيا أصبحت في قلب حالة الاستقطاب والتنافس الدولي بين روسيا من جهة والغرب من جهة أخرى.
وقد تحدثت تقارير دولية عن رغبة موسكو في الحصول على قاعدة جوية دائمة في طبرق، قد تكون بديلاً لقاعدة حميميم في سوريا، التي قد لا تحتفظ بها روسيا حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الحكام الجدد في دمشق.
التنافس الدولي وتأثيره على الوضع الليبي الداخلي
وأكد سيد نجم أن زيادة الوجود الروسي في ليبيا وتوغلها في منطقة الساحل والصحراء في أفريقيا قد يقابله تصعيد من المعسكر الغربي، وخاصة الولايات المتحدة، التي ستسعى إلى التصدي لهذا النفوذ.
وأشار إلى أن هذا التنافس سيزيد من تعقيد الوضع في ليبيا، حيث ستصبح البلاد أكثر عرضة لوقوع مواجهات بين أطراف محلية مدعومة دوليًا، مما يجعل تلك المواجهات أشد صعوبة من أي حلقة من حلقات الاحتراب الداخلي التي شهدتها البلاد منذ عام 2011.
الجمود السياسي وتأثيره على الأزمة الليبية
على الصعيد الداخلي، أطلقت القائمة بأعمال بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، ستيفاني خوري، مبادرة لجمع الفرقاء الليبيين من أجل الاتفاق على النقاط الخلافية المتعلقة بقوانين الانتخابات والسلطة التنفيذية.
وأكد سيد نجم أن هذه القضايا ما تزال تشكل عائقًا رئيسيًا أمام توحيد البلاد، وأنها لم تلقَ ردود فعل إيجابية من الأطراف الليبية.
وأشار إلى أن روسيا والصين ترفضان خوري باعتبارها دبلوماسية أميركية، مما يعكس استمرار حالة الجمود السياسي التي قد تكون دافعًا لتجدد القتال في ليبيا.
0 تعليق