اللواء رأفت الشرقاوي يكتب: دروس من الحياة ورسائل في حب الوطن والأسرة - نبض مصر

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الجمعة 20 ديسمبر 2024 | 11:48 صباحاً

اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية

كتب : اللواء رأفت الشرقاوي

الكثير والكثير من مشاعر التقدير والاحترام لهذا السائق الأمين، من واقع الحكمة "الأمانة كنز لا يفنى"، وتعاطف مع الخبر الجميع باعتباره مصباحًا مضيئًا في حقبة تناثرت فيها القيم والمبادئ والأخلاق. 

ولكن وزارة الداخلية كشفت حقيقة الأمر وتبين أن القصة مختلقة بين السائق وآخر لاستجداء مشاعر الناس نحو السائق الأمين، الذي لم يكن أمينًا وإنما خدع وسرق وخان مشاعر الناس من أجل الفوز بحفنة من المال.

بيان وزارة الداخلية

☐ بيان وزارة الداخلية تضمن: "أن الأجهزة الأمنية قد كشفت حقيقة ادعاء أحد الأشخاص بمحافظة مطروح بعثوره على جوال بداخله مبلغ (8 مليون جنيه) وقيامه بتسليم المبلغ لصاحبه، والتي تداولتها بعض المواقع الإخبارية. بالفحص تبين أن الشخص المذكور قد اختلق الواقعة بمساعدة أحد الأشخاص بهدف خداع المواطنين والحصول منهم على تبرعات مقابل أمانته في تسليم المبلغ المالي، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المذكورين."

☐ أمانة مُزيفة".. ماذا وراء الجوال المليونى؟ في زمنٍ باتت فيه المظاهر تخدع والقصص تُختلق، كشفت الأجهزة الأمنية النقاب عن حقيقة ادعاء أثار الجدل في محافظة مطروح.

☐ تداولت الأخبار قصة رجل زعم عثوره على جوال يحوي مبلغًا خياليًا قُدر بـ 8 ملايين جنيه، وادعى أنه أعاده لصاحبه بكل أمانة، ليصبح حديث المواقع ووسائل الإعلام.

لكن وراء تلك القصة البراقة كان هناك وجه آخر للحقيقة. بالفحص والتحري، تبين أن الرواية لم تكن سوى حبكة وهمية، نسجها الرجل بمساعدة آخر، بهدف خداع المواطنين واستدرار عطفهم للحصول على تبرعات بدعوى مكافأة "أمانته".

☐ القصة التي كان يُراد لها أن تكون مثالًا للنزاهة، تحولت إلى درسٍ في استغلال القيم الإنسانية لتحقيق مكاسب رخيصة. وعلى الفور، تحركت الأجهزة الأمنية، لتضع حدًا لهذه المسرحية المحكمة وتواجه المتهمين بإجراءات قانونية صارمة. ما بين الجوال المزعوم والأموال الوهمية، تظل الحقيقة دائمًا ساطعة، تؤكد أن الزيف مهما تلون، لا يدوم أمام عين العدالة التي تميز الخيط الأبيض من الأسود، لتُعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.

☐ كشفت مصادر أمنية تفاصيل القبض على سائق مطروح، الذي ادعى العثور على 8 ملايين جنيه داخل جوال وقام بردها إلى صاحبها ورفض الحصول على مليون جنيه مكافأة. تبين من فحص الفيديوهات أن السائق قام بفبركة القصة بمساعدة صديقه وتم القبض عليهما، وتم إحالتهما إلى النيابة للتحقيق.

☐ فريق البحث الجنائي في مطروح بالتنسيق مع قطاع الأمن العام ومباحث تكنولوجيا المعلومات قاموا بفحص كافة الفيديوهات ومراجعة كافة البلاغات وتبين عدم وجود واقعة من الأساس. وعقب إجراء التحريات والتأكد من عدم صحة رواية السائق، تم استدعاؤه واستجوابه واعترف باختلاق الواقعة مع صديقه لخداع المواطنين والحصول على تبرعات، وأحيلا إلى النيابة التي تولت التحقيق.

☐ دماغ الشخص الكاذب يعمل بشكل مختلف.

يخفي الشخص، الذي اختار أن يجعل الأكاذيب أسلوب حياة، سلسلة من الأهداف المحددة للغاية التي تشمل بالأساس الرغبة في السلطة والمكانة والهيمنة والمصلحة الشخصية.

☐ عندما يكذب الشخص بشكل متكرر، فإن الاستجابة العاطفية لأكاذيبه تتوقف. وفي مواجهة الغياب التام للمشاعر، تصبح هذه الممارسة أسهل وعادة دائمة. لهذا السبب، خلص أطباء الأعصاب إلى أن دماغ الشخص الكاذب يعمل بشكل مختلف عن الآخرين: إنها عقول مدربة بذكاء لهذا الغرض. قالت الكاتبة فاليريا سابتير، في تقرير نشرته مجلة "لامنتي إس مارافيوسا" الإسبانية، إن الدماغ البشري يتميز بمرونته لذلك من غير المفاجئ أن نعلم أن الكذب مهارة مثل أي مهارة أخرى يكفي أن نمارسها يوميًا للحفاظ عليها. وكثيرًا ما كان علم النفس وعلم الاجتماع من المجالات التي تهتم بدراسة عالم الأكاذيب والخداع. وعلى مدى عقود قليلة، وبالنظر إلى تطور تقنيات التشخيص، سلط علم الأعصاب الضوء على معلومات مهمة ومثيرة للقلق في الآن ذاته حول الكذب.

☐ وذكرت الكاتبة أنه مثلما الصدق نتيجة التدريب المستمر والتعود، فإن الكذب أيضًا يبدأ بأكاذيب صغيرة ثم يصبح عادة. ولكن الكذب المستمر يدفع الدماغ إلى حالة تدريجية من عدم الإحساس لتصبح الأكاذيب أقل إيلامًا وتتحول إلى أسلوب حياة.

☐ يصاب معظمنا بالذهول من سلوكيات الذين يكذبون، مثل السياسيين الذين يتشبثون بأكاذيبهم ويدافعون عن صدقهم المزعوم ويطبّعون أفعالهم التي هي في حد ذاتها مستهجنة للغاية بل وحتى إجرامية.

لكن هل هذا السلوك جزء من دورهم كمسؤولين عموميين أم أن الكذب يرتبط بعامل بيولوجي؟

☐ أشارت تالي شاروت، الخبيرة في علم الأعصاب الإدراكي في كلية لندن الجامعية، إلى أن هناك بالفعل مكونًا بيولوجيًا يتدخل في هذه العملية، ولكن هناك أيضًا عملية تدريب.

إن بنية الدماغ المرتبطة مباشرة بهذه السلوكيات غير النزيهة هي بلا شك اللوزة الدماغية (Amygdala). يخوض عقل الكاذب في الواقع عملية تدريب ذاتي معقدة، حيث ينتهي به الأمر إلى الاستغناء عن أي عاطفة أو شعور بالذنب. بهذه الطريقة، ينتهي المطاف بالكذاب إلى جعل الأكاذيب عادة لأن عمله يقوم بالفعل على الاستخدام الدائم والمتعمد للخداع. وعندما يكون هذا النهج معتادًا، تتوقف اللوزة عن التفاعل وتخلف نوعًا من التسامح مع الكذب وتتوقف عن إصدار أي نوع من ردود الفعل العاطفية، وبالتالي يختفي الشعور بالذنب ولا يشعر الشخص بالندم. وهذا يعني أن عقل الكاذب يتكيف مع الكذب.

☐ من يكذب يحتاج إلى شيئين: الذاكرة والبرود العاطفي، وهو ما تطرق إليه أستاذ علم النفس دان آريلي في كتابه "لماذا نكذب … خاصة على أنفسنا: علم الخداع".

وفي تجربة أجراها كشف أن بنية دماغ المصابين بالكذب المرضي تحتوي على مادة رمادية أقل بنسبة 14% بينما كان لديهم مادة بيضاء أكثر بنسبة ما بين 22 و26% في قشرة الفص الجبهي. يعني هذا أساسًا أن دماغ الكاذب يقيم العديد من الروابط بين ذكرياته وأفكاره، ويسمح له هذا الاتصال بإضفاء الاتساق على أكاذيبه.

☐ حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال أمنها وكافة المخلصين من أبناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والأحقاد والشائعات والضغائن والحروب.

اللهم إني استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها، ليلها ونهارها، أرضها وسمائها، فاحفظها ربي يا من لا تضيع عنده الودائع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق