السبت 21 ديسمبر 2024 | 10:24 مساءً

الخبير البيئي عماد الدين عدلي

اتجهت الدولة المصرية نحو التحول إلى البناء الأخضر والتخطيط المستدام وهو مايؤدي إلى تقليل استهلاك الطاقة والمياه والموارد الطبيعية، ورفع مستوى معيشة المواطن ,وفي هذا الصدد بدأت وزارة الإسكان المصرية بالتعاون مع المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، بتنفيذ مبادرة العمارة الخضراء في مصر.

مبادرة العمارة الخضراء يتم تنفيذها على مرحلتين، المرحلة الأولى تتضمن بناء 25 ألف وحدة سكنية في مدن "حدائق العاصمة، أسوان الجديدة، العبور الجديدة، العاشر من رمضان"، وتتضمن المرحلة الثانية بناء 30 ألف وحدة سكنية، ليكون إجمالي عدد الوحدات السكنية المنفذة بالمبادرة 55 ألف وحدة سكنية.

وكشفت مي عبدالحميد، الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري،أن صندوق الإسكان بدأ بالتوّجه نحو الإسكان الأخضر بالتعاون مع البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية، بعدما كشفت النتائج الأولية أن المبادرة سيكون لها دور كبير في تحدي الارتفاع في تكلفة البناء عن الوحدات التقليدية، كما تسهم في خفض نسب استهلاك الطاقة والمياه وتعمل على إعادة تدوير المياه الرمادية.

وأطلق صندوق الإسكان الاجتماعي مسابقة للحصول على أفضل نموذج يمكن استخدامه في المرحلة الثانية من المبادرة، ونجح الصندوق في إجراء التعديلات المطلوبة على التصميم الفائز تمهيدًا لاستخدامه.

وأوضحت عبد الحميد أنه من خلال مبادرة "العمارة الخضراء" تم تنفيذ 25 ألف وحدة سكنية خضراء بنظام تقييم الهرم الأخضر الصادر عن المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، والمعتمد من المجلس المصري للعمارة الخضراء، وذلك بواقع 10422 وحدة سكنية خضراء بمدينة حدائق العاصمة، و3972 وحدة سكنية خضراء بمدينة العاشر من رمضان، و7176 وحدة سكنية خضراء بمدينة اسوان الجديدة، و3924 وحدة سكنية خضراء بمدينة العبور الجديدة,مؤكدة تنفيذ 60% من الوحدات.

وتبنى المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء ,برنامجاً متكاملاً للتحول إلى أساليب البناء الأخضر والتخطيط المستدام وأصدر المركز أول نظام مصري لتقييم المباني الخضراء في مصر و يسمي " نظام الهرم الأخضر المصري للمباني الخضراء " GPRS.

وكشف الخبير البيئي عماد الدين عدلي أن أهم مايميز العمارة الخضراء هو العنصر البشري لأن من خلاله سيتم الحفاظ على المنزل القائم بداخله من التلوث مشيرًا أن الدولة المصرية تواجهها تحديات بيئية كبيرة على رأسها ارتفاع معدلات التلوث وتطبيق معايير العمارة الخضراء مثل استخدام الطاقة المتجددة وإعادة تدوير المياه سيؤدي بشكل كبير إلى خفض استهلاك الموارد وتقليل الانبعاثات الكربونية.

وأوضح عدلي أن مفهوم العمارة الخضراء يعني تقليل استهلاك الموارد خلال إنشاء هذه المباني سواء سكني أو إداري مشيرًا أن مصر بدأت تسير على الخطى والنهج السليم من خلال مبادرة العمارة الخضراء والتي بدأت وزارة الإسكان في تنفيذها في عدد من المحافظات.

وأشار الخبير البيئي في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم" أن العنصر البشري هو أساس نجاح هذه المبادرات لأنه سيكون المسؤول الأساسي عن التعامل مع المنزل الأخضر بشكل سليم يحافظ على البيئة من التلوث.

الدكتور محمد عطية الفيومي رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب أكد أن الدولة المصرية اتجهت بالفعل إلى التخطيط لتنفيذ مبان خضراء تحافظ على البيئة من التلوث,مشيرًا أنه خلال الفترات القادمة ستشهد مصر تطورًا كبيرًا في هذه المبادرات و سيتم دراسة أماكن اكتظاظ السكان والأماكن الأكثر تلوثًا لإنشاء تلك العمارات بداخلها.