الاثنين 23 ديسمبر 2024 | 10:58 صباحاً
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أكدت الحكومة الأسترالية قرارها بتسليم دانيال دوغان، الطيار السابق في البحرية الأمريكية، إلى الولايات المتحدة لمواجهة اتهامات بتدريب طيارين صينيين في انتهاك لحظر الأسلحة الأمريكي.
القرار الذي أعلنه المدعي العام الأسترالي مارك دريفوس يُعد ضربة لأنصار دوغان الذين أطلقوا حملة عامة لدعم قضيته.
اتهامات وتفاصيل القضية
تم اعتقال دوغان، الذي يحمل الجنسية الأسترالية، في ولاية نيو ساوث ويلز عام 2022 بناءً على لائحة اتهام أمريكية صادرة عام 2017.
وتتهمه اللائحة بتقديم خدمات تدريبية للطيارين العسكريين الصينيين في تحدٍ لحظر الأسلحة الأمريكي.
من جانبه، ينفي دوغان جميع التهم، مدعياً أن نشاطه اقتصر على تدريب الطيارين المدنيين في ظل ازدهار قطاع الطيران في الصين.
قال دريفوس في بيان رسمي: "تم منح السيد دوغان الفرصة لتقديم أسباب لعدم تسليمه، وأخذتُ بعين الاعتبار جميع المواد المتوفرة قبل اتخاذ قراري".
وأضاف أن القرار جاء بعد موافقة قضائية على التسليم في مايو الماضي.
ردود فعل الأسرة
أعربت زوجة دوغان، سافرين دوغان، عن صدمتها وخيبة أملها من القرار، واصفة إياه بأنه "غير إنساني".
وقالت: "نشعر بالتخلي من قبل الحكومة الأسترالية وخيبة أمل عميقة بسبب تقاعسها عن حماية أسرتنا".
وأضافت أن العائلة تدرس خياراتها القانونية في هذه المرحلة.
عواقب محتملة على دوغان
إذا أدين دوغان، فإنه يواجه عقوبة قد تصل إلى 65 عاماً في السجن، وفقاً للقوانين الأمريكية.
ويُشار إلى أن اعتقاله جاء بعد عودته إلى أستراليا في عام 2022 عقب ست سنوات قضاها في الصين.
الدفاع والجدل السياسي
يؤكد محامو دوغان أن قضيته سياسية بامتياز، مشيرين إلى أن اعتقاله جاء في سياق تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين.
وذكر المحامي برنارد كولاري في مذكرة قانونية أن القضية تعكس "رهاب الصين" المتزايد في الولايات المتحدة، وأن دوغان يُستخدم كورقة ضغط لإيصال رسالة صارمة للطيارين الغربيين حول التعامل مع الصين.
وأضاف كولاري أن تسليم دوغان إلى الولايات المتحدة قد يكون "فشلاً أخلاقياً وسياسياً عميقاً" من جانب أستراليا، محذراً من تعرضه لبيئة سياسية متوترة ونظام سجون يعاني من انتقادات.
دلالات على العلاقات الدولية
اعتقال دوغان وتوقيته يعكسان تعقيدات السياسة الدولية، خاصة في ظل التحالف الأمني بين الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، وأستراليا المعروف بـ"AUKUS".
يأتي هذا الاتفاق لتعزيز التعاون في المحيط الهادئ لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد، ويرى مراقبون أن قضية دوغان قد تكون جزءاً من هذا السياق الجيوسياسي المضطرب.
0 تعليق