الاثنين 23 ديسمبر 2024 | 11:00 صباحاً
تعد قناة بنما من أهم الممرات المائية في العالم، وتلعب دوراً حيوياً في تسهيل حركة التجارة الدولية، حيث تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ عبر برزخ بنما.
بُنيت القناة عام 1914 بتكلفة ضخمة، وإختصرت وقت السفر بين السواحل الشرقية والغربية للولايات المتحدة، مما أسهم في تعزيز الاقتصاد الأميركي والعالمي.
قناة بنما تعد شرياناً حيوياً للتجارة الأميركية، حيث يتم عبور أكثر من 70% من حركة التجارة الأميركية عبرها، وتتعامل مع بضائع تصل قيمتها إلى نحو 270 مليار دولار سنوياً.
ومع مرور الزمن، أصبحت القناة محورية للولايات المتحدة، فهي تسهم بشكل مباشر في تسهيل نقل السلع من وإلى الأسواق الأميركية.
في السنوات الأخيرة، توسعت القناة لتستوعب السفن الأكبر حجماً، مما يعزز من دورها في التجارة العالمية. لكن في عام 1999، تم تسليم إدارة القناة بالكامل إلى بنما بعد سنوات من السيطرة الأميركية، وهو ما أثار جدلاً مستمراً حول التحديات التي قد تطرأ على هذه السيطرة في المستقبل.
السيطرة الأميركية على القناة
في عام 1902، قامت الولايات المتحدة بشراء حقوق بناء قناة بنما من الفرنسيين، بعد فشلهم في استكمال المشروع.
تم توقيع معاهدة بين الولايات المتحدة وكولومبيا عام 1903 سمحت للأميركيين ببناء القناة. ثم سيطرت الولايات المتحدة على المنطقة المحيطة بالقناة بموجب اتفاقية بين البلدين كانت سارية حتى عام 1999، حين استرجعت بنما سيادتها الكاملة على القناة.
توسيع القناة وتحدياتها المعاصرة
في 2006، بدأت الولايات المتحدة عملية توسيع القناة لتستوعب السفن الأكبر حجماً، وانتهت العملية في 2016 بتكلفة 5.25 مليار دولار. القناة الآن تعد جزءاً أساسياً من التجارة العالمية، حيث تمر عبرها 14,000 سفينة سنوياً. وفي عام 2023، تعرضت القناة لتحديات بيئية عندما أدى قلة هطول الأمطار إلى جفاف بحيرة رئيسية، مما عرقل حركة الشحن عبر أحد أهم الممرات المائية في العالم.
الصراعات السياسية والإقتصادية حول قناة بنما
تواجه قناة بنما اليوم تهديدات من بعض الأطراف، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، الذي انتقد الحكومة البنمية بسبب فرض رسوم مرتفعة على المرور عبر القناة.
أشار ترامب إلى أن القناة تعتبر من الأصول الوطنية الأميركية الحيوية، وأن الولايات المتحدة لا تقبل أن تُفرض عليها رسوم غير عادلة.
كما وجه ترامب تهديدات إلى بنما، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد تطالب بإعادة القناة إليها إذا استمرت الرسوم المرتفعة، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل إدارة هذا الممر المائي.
رغم هذه التهديدات، أكدت الحكومة البنمية تمسكها بسيادة بلادها على القناة، مشيرة إلى أن معاهدات عام 1977 التي مهدت الطريق لعودة القناة إلى بنما قد حسمت هذا الملف بشكل نهائي. القناة، التي كانت جزءاً من عملية البناء الأميركية في أوائل القرن العشرين، تعد اليوم أحد أبرز الممرات المائية في العالم، إذ يعبر عبرها نحو 14 ألف سفينة سنوياً، مما يجعلها أحد الركائز الأساسية للتجارة العالمية.
0 تعليق