"الصرف الصحي بكفر الشيخ".. صداع برؤوس المسئولين ومعاناة في حياة المواطنين - نبض مصر

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
كتب : علاء بسطويسي

مع دخول فصل الشتاء تتفاقم المشكلات وتتكالب الأزمات بمحافظة كفر الشيخ, بسبب صداع الصرف الصحي, الذي تأن المحافظة تحت وطأة انهيار منظومتة, دون حل رادع يقوم بوأد الأزمة من جذورها.

كفر الشيخ من أكثر المحافظات التي تعاني من الصرف الصحي, ليس فقط بسبب معاناة الأهالي مع تساقط الأمطار, وعدم صلاحية شوارعها للحياة تمامًا, لكنه يؤثر على وقود الحياة فيها "الزراعة, والثروة السمكية" اللذان يعدان عنوان المحافظة وذروة سنامها, ففيها يتم صرف مياه المجاري" صرف المنازل والمصانع" في البحار, والترع التي تروي المحاصيل الزراعية, والمزارع السمكية, وكذلك أكثر من 9 مصانع تقوم بصرف مخلفاتها في بحيرة البرلس, مما تسبب في نفوق الأسماك, وقلة الانتاج, وارتفاع الأسعار, حتى أصبحت المحافظة الأعلى في انتشار الفشل الكلوي, وفيرس سي, وبلهارسيا, والكثير من الأمراض, التي تأتي نتيجة تلوث المياه, والطعام.

أيمن عبد الدايم: محافظات الساحل كلها تعاني من مشكلة الصرف الصحي 

ومن جانبه قال الدكتور أيمن عبد الدايم, أستاذ قسم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ, ووكيل الكلية السابق لشئون البيئة لـ"بلدنا اليوم" إن مشكلة الصرف الصحي من الناحية الزراعية تعاني منها محافظات الساحل كلها, لكن أكثرها تضررًا محافظة كفر الشيخ, بحكم أنها المحافظة الأكثر انتاجًا للزراعة وتعول عليها الدولة بشكل كبير, وأضاف أن عدم تنقية مياه الصرف قبل إطلاقها في البحر, تسبب في موت الكثير من الزراعات, خاصة الخضار, الذي أوشكت زراعته على الانقراض في المحافظة.

وطالب " عبد الدايم" بضرورة فتح دورة الرز بشكل طبيعي بدلًا من تحديد الدولة للمساحة المزروعة, والتضييق على المزارعين, خاصة في ظل عدم وجود حل لتلوث التربة والمياة, التي تؤثر على صحة وحياة الانسان, لأن الرز هو المحصول الأكثر مقاومة للأمراض ولا يتأثر كثيرًا من الناحية العلمية بتلوث التربة والمياة, على عكس باقي المحاصيل تتأثر فعليا بشكل كبير.

وقال الدكتور أحمد جاويش, أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بجامعة الأزهر الشريف لـ"بلدنا اليوم" إن تأثير مياه الصرف الصحي على صحة الإنسان عن طريق الزراعة له شقين أحلاهما مر.

الشق الأول التأثيرات المباشررة على الإنسان دون واسطة مثل: انتشار الأمراض المعدية, والتسمم الكيميائي, والحساسية والتهاب الجلد, ومشاكل التنفس.

وأرجع ذلك إلى أن مياه الصرف تحتوي على بكتيريا وفيروسات, وعوامل تسبب أمراضًا مثل الكوليرا, والتيفود, والتهاب الكبد, وكذلك أيضًا تحتوي على مواد كيميائية مثل المعادن والمركبات العضوية تؤدي إلى تسمم الكبد والدماغ.

وتابع "جاويش" أن هناك تأثيرات غير مباشرة عن طريق الزراعة, تلوث المياه الجوفية, عن طريق تسرب مياه الصرف الصحي إليها, وهو ما يحدث بالفعل, وكذلك تلوث التربة والمحاصيل, وانتشار الأمراض من خلال الأغذية.

وأكد أستاذ الكبد, أنه لا يمكن تجنب كل هذه الأخطار إلا عن طريق تحسين البنية التحتية للصرف الصحي, ومعالجة مياهها قبل إطلاقها في البيئة, واستخدام تقنيات زراعية صديقة للبيئة تقلل من استخدام مياه الصرف الصحي, ووضع معايير معينة وصارمة لاستخدامها.

المواطنين بكفر الشيخ يشتكون من الصرف الصحي 

ومن خلال حديثنا مع المواطنين بكفر الشيخ, قال محمد الليثي, من قرية " عقلة البحرية" بسيدي سالم, صاحب الـ31 عامًا, إن قريتنا مدمرة بسبب عدم وجود الصرف الصحي بها نهائيًا, وكل البيوت تصب صرفها في الترع التي تروى بها الأرض الزراعية, ومع دخول فصل الشتاء تنعدم الحياة تماما داخل قريتنا, وقد طالبنا المسئولين مرارًا وتكرارًا بعمل شبكة صرف صحي للقرية, وقمنا قبل ذلك بالتبرع بأرض لإنشاء محطة, لكن دون الاستجابة أو حتى إدراج القرية ضمن أي مبادرات تقوم بها الدولة, لأن ذلك يخصص للبلاد الأكثر نفوذًا, والتي يوجد بها مسئولين في المحافظة.

" البهايم تعبانة وبتموت, من الماية والأكل.. اومال احنا نعمل ايه؟ " هكذا بدأ محمد خطاب صاحب الـ55 عامًا كلامه, مشيرا إلى أن المسئولين لا يزورون قريته التابعة لمركز دسوق لمعرفة مشاكلها, وأضاف كلامه أنه لو فكر شخص يبني أو يعمل شيئ لأولاده " نلاقيهم ناطين فوق دماغنا", وهنا يتسائل بأسلوبه البسيط والعفوي, " ليه ما حدش بيشوفهم غير في المصائب وتحرير المحاضر؟ ".

وفي سياق متصل قال إبراهيم الدسوقي, نائب رئيس الوحدة المحلية لمركز سيدي سالم, التابعة لمحافظة كفر الشيخ, إننا على أتم الاستعداد لمواجهة المشكلات التي تتعرض لها شوارع المدينة والقرى, وأنه تم تجهيز كافة المعدات والآلات التي تستخدم في شفط مياه الصرف والتعامل مع الانسدادات التي تتسبب فيها الأمطار, وذلك بالتعاون مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي وكافة المؤسسات المعنية, بناء على تكليف وتعليمات اللواء علاء عبد المعطي, محافظ كفر الشيخ.

هذا ما أكده المهندس وليد رجب, مدير المشاريع بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بكفرالشيخ لـ" بلدنا اليوم" من ناحية الاستعداد للتعامل مع أزمات الصرف الصحي, بعد سقوط الأمطار, وأجاب على سؤاله عن مشاريع شبكات الصرف الصحي ومحطاف الرفع, أننا نعمل وفق خطة تدريجية, وهناك بعض القرى تم إدراجها هذا العام بالفعل, وسيتم بدء العمل فيها خلال أشهر قليلة, إضافة إلى عدد من المحطات جاري العمل فيها منذ أكثر من عامين وسيتم تسليمها وافتتاحها في وقت قريب.

وأردف قائلا أننا نعمل وفق خطة وميزانية, فلا يمكن أن نلبي كل الاحتياجات والمتطلبات جملة واحدة, لكن نعمل على حل المشكلات تباعًا ووفق الأماكن الأكثر احتياجًا لمشروعات الصرف الصحي. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق