في نموذج من الأمانة، كان الشيخ شريف إبراهيم، الإمام والخطيب المخلص في وزارة الأوقاف، يواجه موقفًا لا يمر به إلا القليلون، فقد تلقى مبلغًا ماليًا كبيرًا قيمته ربع مليون جنيه، تم تحويله عن طريق الخطأ إلى حسابه الشخصي، وعلى الرغم من المغريات التي قد تطرأ في مثل هذه الحالات، فإن الشيخ شريف قرر أن يلتزم بما يقتضيه الخلق القويم والأمانة التي طالما دعا الناس إليها في خُطبه.
مثالاً نادرًا للأمانة والنزاهة
بدلاً من أن يحتفظ بالمبلغ، اختار أن يُعيده إلى الجهة التي أرسلته عن طريق الخطأ، رغم أنه كان في أمس الحاجة إليه، وهذا الموقف أثار إعجاب الكثيرين ولفت انتباه وسائل الإعلام التي تناولت القصة بإشادة كبيرة، باعتبارها مثالاً نادرًا للأمانة والنزاهة في زمن أصبح فيه البعض ينساقون وراء الإغراءات المادية.
لم يكن هذا الموقف مجرد حادث عابر، بل كان بداية قصة إلهام للكثيرين في المجتمع المصري. حيث قرر الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، تكريمه، وهو أول من أشاد بما فعله الشيخ شريف، ليكرمه على ما أظهره من أمانة عالية وخلق رفيع، مؤكدًا أن مثل هذا السلوك هو ما ينبغي أن يكون عليه كل إمام وداعية، كما قرر الأزهري إدراج اسمه ضمن قائمة مرافقي بعثة الحج تكريماً له على أمانته.
وزير الأوقاف يخصص مكافأة مالية للإمام المثالي
وفي تلك المناسبة، قال الوزير كلمات مؤثرة عن الشيخ شريف: "أنت نموذج مشرف، ضربت مثلًا رائعًا في الالتزام بالقيم الإنسانية العالية والعمل بما تدعو إليه، فالتأثير بالتطبيق والعمل أبلغ وأعمق من التأثير بالكلام والخطب." وقدم له مكافأة مالية تكريماً لموقفه، بالإضافة إلى إدراج اسمه ضمن قائمة مرافقى بعثة الحج للعام المقبل، كنوع من تقدير لما قدمه من أمانة وفاء لرسالة الأئمة.
كما نصح الوزير الشيخ شريف أن يُغرس في أولاده وفي رواد مسجده أن لا شيء يفوق الخلق والأمانة في حياة الإنسان، وأن يكونوا هم أيضًا قدوة للمجتمع كما كان هو مثالاً للآخرين. وأضاف قائلاً: "إن أشرف ما في الإنسان هو أمانته، وهي التي تضمن له مكانة عظيمة في الدنيا والآخرة."
وفي تلك اللحظة، كان الوزير يوجه رسالة لكافة أبناء وزارة الأوقاف، داعيًا إياهم إلى التنافس في تجسيد الأخلاق العالية والالتزام بالقيم النبيلة التي يمثلها العمل الجاد والصدق، حيث يكون الفعل أبلغ من الكلام. وقال الوزير: "يجب أن نكون دائمًا على قدر المسؤولية في قولنا وفعلنا، فالتأثير الأكبر يأتي من التطبيق على أرض الواقع أكثر من أي خطاب."
ولم يكن موقف الشيخ شريف مجرد تصرف فردي، بل أصبح رمزًا حقيقيًا لما يجب أن يتحلى به الدعاة في سلوكهم اليومي، ليكونوا حقًا ورثة الأنبياء في قولهم وفعلهم.
0 تعليق