الاربعاء 25 ديسمبر 2024 | 02:57 مساءً
الفيضانات في الصين: تحذير جديد يدفع نحو استجابة وطنية
وفقًا لتقرير (الغارديان ) مع تصاعد ظواهر الطقس المتطرفة، بدأت الصين في التكيف لمواجهة كوارث المناخ التي أصبحت تهدد الملايين. ففي كل صيف، ترتفع مياه بحيرة دونغتينغ هو، ثاني أكبر بحيرة للمياه العذبة في الصين، نتيجة تدفق مياه نهر اليانغتسي. ورغم بناء السدود والحواجز حول البحيرة، فإنها لم تصمد هذا العام أمام حجم المياه المتزايد.
كوارث متتالية
في يوليو الماضي، استنفر أكثر من 800 عامل إنقاذ في مقاطعة هونان لسد الثغرات في الحواجز المحطمة. واحتاجت إحدى الثغرات إلى 100 ألف متر مكعب من الصخور لسدها، وفقًا لتصريحات أحد المسؤولين. وأسفرت الفيضانات عن إجلاء 7,000 شخص، لتكون جزءًا من سلسلة كوارث اجتاحت الصين خلال صيف شهد 25 فيضانًا كبيرًا، وهو أعلى رقم مسجل منذ عام 1998.
الرئيس الصيني شي جين بينغ دعا إلى "جهود إنقاذ وإغاثة شاملة" لحماية المتضررين من هذه الكوارث. ومن بين هؤلاء المتضررين كان رين بينشين، عالم آثار يعيش في جزيرة صغيرة وسط روافد بحيرة دونغتينغ هو.
حياة بين الطوفان
رين، الذي يطلق على منزله اسم "سولتوبيا"، لا يكتفي بأبحاثه الأثرية، بل يوفر إقامة للمسافرين ويعتني بالقطط والكلاب الضالة التي تبناها. لكن في الخامس من يوليو، غمرت المياه منزله بالكامل. يقول رين: "أنقذت الحيوانات أولًا، ثم الإمدادات. لم أشهد مثل هذا الحدث منذ 10 سنوات".
اجتاح الطوفان الأكواخ الخشبية في جزيرته، بينما استخدمت الدجاجات بقايا المباني المدمرة كطوافات للنجاة, وحتى كلابه لم تسلم، حيث توفي أحدها بعد شرب مياه الفيضان الملوثة.
ويضيف رين: "قبل عامين واجهنا جفافًا شديدًا، وهذا العام فيضانات. علينا أن نكون مستعدين لكل شيء".
التكيف مع التغيرات المناخية
تزايدت شدة الفيضانات والجفاف نتيجة الاحتباس الحراري، مما كشف ضعف البنية التحتية لمواجهة هذه الكوارث. وكانت بحيرة دونغتينغ هو في السابق أكبر بحيرة مياه عذبة في الصين، لكنها فقدت جزءًا كبيرًا من مساحتها بسبب التوسع الزراعي، مما قلل قدرتها على استيعاب المياه.
هذا العام، تعرضت ست مقاطعات صينية لفيضانات كبيرة. في هونان، أجبرت الفيضانات الآلاف على النزوح، بينما اضطرت الأمطار الغزيرة في مقاطعة غوانغدونغ إلى إجلاء أكثر من 110 ألف شخص.
بعد سنوات من التعامل مع الكوارث كأزمات محلية، بدأ المسؤولون الصينيون يدركون الحاجة إلى استجابة وطنية لمواجهة الطقس المتطرف. وفي مؤتمر المناخ (COP29) الذي عُقد في نوفمبر، أطلقت الصين خطة عمل للتكيف مع تغير المناخ، تضمنت تطوير منصة تقنية لرصد الظواهر الجوية القاسية وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر.
رؤية بعيدة المدى
يرى الخبراء أن القيادة الصينية تنظر إلى المستقبل بتخطيط استراتيجي. يقول لي شو، مدير مركز المناخ الصيني: "غياب العمل المناخي سيكلف الصين كثيرًا، وسيشكل تهديدًا اجتماعيًا. يجب اتخاذ خطوات منهجية لتجنب المزيد من المخاطر".
الحياة بعد الفيضانات
بالنسبة لرين، فإن التكيف مع الأوضاع الجديدة أصبح ضرورة. فقد تكبد خسائر تجاوزت 70,000 يوان (حوالي 7,600 جنيه إسترليني) لإصلاح الأضرار، رغم الدعم الجزئي الذي تلقاه من السلطات.
يخطط رين لبناء منزل جديد معلق بين الأشجار ليحميه من الفيضانات. كما أنه تخلى عن الأجهزة الكهربائية ويعتمد على مواقد الحطب للتدفئة والطهي. يختم رين حديثه قائلًا: "الطقس المتطرف أصبح أكثر تكرارًا. يجب أن أكون مستعدًا لكل شيء. إذا أحببت المكان، فسأظل هنا".
0 تعليق