الصيدليات الإلكترونية وممارسات الترويج لحقن فقدان الوزن.. ضرورة لتحديث الأنظمة - نبض مصر

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخميس 26 ديسمبر 2024 | 01:21 مساءً

إعلانات عن دواء ويجوفي (سيماجلوتيد)

إعلانات عن دواء ويجوفي (سيماجلوتيد)

كتب : محمود أمين فرحان

تتزايد المخاوف من الممارسات غير القانونية المرتبطة بتسويق حقن فقدان الوزن في المملكة المتحدة، حيث يتجاوز الترويج لهذه العلاجات القواعد التنظيمية الصارمة في مجال الإعلان الطبي. وصف الخبراء هذه الظاهرة بأنها تمثل "الغرب المتوحش" في تجارة الأدوية، في إشارة إلى الفوضى والالتفاف على القوانين التي تشهدها هذه الصناعة. وفقًا لتقرير (الغارديان )

تشهد سوق الأدوية لفقدان الوزن، مثل "ويغوفي" و"مونجاريو"، طفرة غير مسبوقة في الطلب، مما دفع العديد من الصيدليات الإلكترونية وسلاسل الصيدليات الكبرى إلى خوض معركة أسعار شرسة للاستفادة من هذا الاتجاه المتزايد. وفي الشهر الماضي، أعلنت شركة "نوفو نورديسك" عن تحقيق مبيعات عالمية لمنتج "ويغوفي" بلغت 1.94 مليار جنيه إسترليني في الربع الثالث من العام، بزيادة 48% عن الربع السابق، متجاوزة التوقعات.

ومع ذلك، تكشف مراجعة أعدها "الجارديان" بناءً على تقارير الهيئة التنظيمية للإعلانات الطبية في المملكة المتحدة عن أن العديد من الصيدليات الإلكترونية تتجاهل القواعد الصارمة التي تحكم الإعلان عن الأدوية الموصوفة فقط في بريطانيا.

التحقيقات تكشف انتهاكات واسعة

استغلال الثغرات: تكشف التحقيقات عن استغلال بعض السوبر ماركت لثغرات في القوانين من خلال الترويج لعروض خصم على "خدمات فقدان الوزن"، التي تتضمن، بشكل بارز، الحقن المخصصة لذلك.

الهيئات التنظيمية تتدخل: أكدت هيئة معايير الإعلان (ASA) أنها بصدد بدء تحقيق في ترويج حقن فقدان الوزن، حيث أيدت الهيئة شكاوى ضد إعلانات إلكترونية تتعلق بأدوية فقدان الوزن شهريًا منذ أبريل 2023.

في المملكة المتحدة، يعد الإعلان عن الأدوية التي تتطلب وصفة طبية، مثل حقن فقدان الوزن، بشكل مباشر للجمهور أمرًا غير قانوني. ورغم أن الهيئة التنظيمية ASA تسمح بالترويج لخدمات استشارات فقدان الوزن، إلا أنه يجب عدم الإشارة إلى الأدوية الموصوفة إلا في سياق المعالجة بعد استشارة طبية.

تسمح القوائم السعرية في مواقع الإنترنت خارج الصفحات الرئيسية، ولكن يجب أن تقتصر على تقديم معلومات محايدة دون تضمين عروض ترويجية لمنتجات الأدوية أو تشجيع العملاء على شراء هذه الأدوية بناءً على السعر.

الانتهاكات المتكررة

تكشف المراجعات المتواصلة عن أن العديد من الصيدليات الإلكترونية ما زالت تنتهك القواعد بهدف جذب العملاء الراغبين في حلول لفقدان الوزن. وقد قامت الهيئة التنظيمية، MHRA، بمخاطبة هذه الصيدليات بشكل متكرر لتوبيخها على العروض المخفضة، مؤكدة أن قرار استخدام حقن فقدان الوزن يجب أن يتم من خلال استشارة طبية مهنية.

رغم أن لجنة ممارسة الإعلان قد أصدرت إشعارًا في عام 2021 بخصوص الإعلانات غير القانونية لحقن فقدان الوزن، إلا أن الانتهاكات في هذا المجال ما زالت في تزايد. ففي عام 2023، تم تأييد 27 انتهاكًا، بينما تم اتخاذ إجراءات بحق 19 موقعًا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.

منذ أبريل 2023، لم يمر شهر دون أن تطلب الهيئة من المواقع الإلكترونية تعديل إعلاناتها المتعلقة بالأدوية الموصوفة في سياق فقدان الوزن، بما في ذلك الأدوية التي لا تحمل ترخيصًا لذلك الاستخدام.

تزايد الاهتمام بالأدوية الموصوفة لفقدان الوزن

يأتي هذا التزايد في الإعلانات بالتوازي مع تصديق الهيئة التنظيمية MHRA على عدد من الأدوية الموصوفة لفقدان الوزن، مثل "ساكندا" في 2017، "ويغوفي" في 2021، و"مونجاريو" في 2023. وتعد هذه الأدوية محط اهتمام متزايد في السوق، مما يثير قلق الخبراء حول الأثر المحتمل على الصحة العامة في ظل الترويج المكثف.

وأشار "جوليان بيتش"، المدير التنفيذي المؤقت لجودة الرعاية الصحية والوصول في MHRA، إلى أن الهيئة تتعامل مع القضايا المتعلقة بترويج الأدوية الموصوفة لفقدان الوزن بجدية، وتعمل على تقييم كل شكوى على حدة، مع التعاون مع الجهات الرقابية الأخرى عند الحاجة.

ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة

أعرب الخبراء عن حاجة السوق إلى استراتيجيات تنظيمية محدثة لمواكبة أساليب التسويق الجديدة لهذه الأدوية. وأكدت "أوكسانا بيسيzyk"، أستاذة الصيدلة بجامعة "UCL"، أن الترويج لخدمات فقدان الوزن التي تركز على الأدوية الموصوفة يعد تحايلًا على القوانين، حيث يتعرض المستهلكون لهذه العروض الترويجية دون أن يدركوا أنها مرتبطة بالأدوية نفسها.

وأضافت أن هذه الثغرات التنظيمية تجعل القوانين الحالية غير فعالة، مما يعرض سلامة المرضى للخطر. وأشارت إلى ضرورة تبني استراتيجية تنظيمية محدثة لضمان أمان المرضى في ظل هذا النوع من التسويق.

من جانبه، أكد "دكتور بيتر أوزيرانسكي" من جامعة "باث" أن الوضع يشبه أسلوب تسويق الأدوية في الولايات المتحدة في أوائل العقد الأول من الألفية، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي يمثل "الغرب المتوحش" في مجال الإعلان عن الأدوية.

الهيئات التنظيمية تتخذ خطوات تصعيدية

أكد المتحدث باسم هيئة ASA أن الهيئة بصدد إطلاق تحقيقات استباقية في إعلانات تتضمن عروض خصم للأدوية الموصوفة لفقدان الوزن، حيث تعمل الهيئة على تحديد المشكلات وتوجيه المعلنين للامتثال للقواعد، مع تأكيد استعدادها لاتخاذ إجراءات إنفاذ إذا لزم الأمر.

في المقابل، شددت شركة "نوفو نورديسك" على أنها لا تدعم الترويج المباشر للأدوية الموصوفة للجمهور في المملكة المتحدة، وأكدت أنها تعمل على توعية مقدمي الخدمة بالالتزامات القانونية، بما في ذلك القوانين المتعلقة بالتسويق للأدوية الموصوفة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق