الكثافة الطلابية في الفصول الدراسية تعد من أبرز التحديات التي تواجه نظام التعليم في العديد من البلدان، خاصة في المدارس الحكومية.
وتؤثر الكثافة الطلابية، بشكل كبير على جودة العملية التعليمية، حيث يصبح من الصعب على المعلم متابعة أداء كل طالب على حدة، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى التعليم المقدم، ويناقش “كشكول” في تقريره أبرز تحديات الكثافة الطلابية وأثرها على جودة التعليم الحكومي.
أولياء الأمور يكشفون لـ "كشكول" تحديات الكثافة الطلابية وأثرها على جودة التعليم الحكومي
أوضحت الدكتورة حنان إسماعيل، أستاذة التخطيط واقتصاديات التعليم بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لموقع "كشكول"، أن الكثافة الطلابية العالية تشكل تحديًا كبيرًا يؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم في المدارس.
وأشارت إلى أن صعوبة متابعة المعلم لأداء التلاميذ نتيجة للأعداد الكبيرة في الفصول تعد من أبرز المشكلات التي تواجه النظام التعليمي، حيث يضطر المعلم إلى التعامل مع عدد كبير من الطلاب، مما يقلل من قدرة المعلم على متابعة وتقييم أداء كل طالب بشكل فعال.
وأوضحت إسماعيل، أن العدد الكبير للتلاميذ لا يتناسب مع توجهات وزارة التربية والتعليم في الفترة الأخيرة نحو التقويم التكويني، وهذا التوجه يركز على استخدام الشيتات والاختبارات المستمرة لمتابعة تطور الطلاب بشكل دوري، وهو ما يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين من المعلمين، ولكن مع الكثافة الطلابية المرتفعة، يصبح من الصعب تنفيذ هذه الطريقة بفعالية، مما يؤدي إلى تشتيت انتباه الطلاب وعدم قدرتهم على التركيز في الأنشطة الدراسية.
أما عن الأنشطة الطلابية، فذكرت أن جودة الأنشطة قد انخفضت بشكل ملحوظ نتيجة للزيادة الكبيرة في عدد الطلاب، حيث يصعب تنظيم الأنشطة المتنوعة في فصول مكتظة، مما ينعكس سلبًا على تنمية المهارات الاجتماعية والعقلية والوجدانية للطلاب.
وأضافت الدكتورة حنان إسماعيل، أن الهدر التعليمي يزداد مع الكثافة الطلابية العالية، حيث تزداد ظاهرتا الرسوب والتسرب بسبب عدم قدرة المدارس على توفير بيئة تعليمية مريحة للطلاب، مما يجعلهم غير قادرين على الاستفادة الكاملة من العملية التعليمية، كما أن الطلاب يجدون صعوبة في الحصول على أماكن للجلوس داخل الفصول.
ولحل لمشكلة الكثافة الطلابية، أضافت إسماعيل أن وزارة التربية والتعليم، تلجأ إلى تعدد الفترات الدراسية، التي قد تصل أحيانًا إلى ثلاث فترات، مما يساهم في زيادة الضغط على المعلمين ويؤثر على جودة اليوم الدراسي كما أن الفترات المسائية، خاصة في الشتاء، تتأثر بقصر ساعات النهار، مما يقلل من جودة التعليم، وهذا التوزيع غير العادل بين الطلاب في الفترات الصباحية والمسائية يؤدي أيضًا إلى مشكلات في العدالة التعليمية.
أشارت إسماعيل، إلى أن الكثافة الطلابية العالية تؤدي أيضًا إلى انتشار الأمراض بين الطلاب، حيث يصعب الحفاظ على نظافة الفصول بسبب التكدس، مما يعرض الطلاب لخطر الإصابة بالأمراض المعدية.
واقترحت إسماعيل، ضرورة وضع خطة قومية للتوسع في بناء المدارس، مع تخصيص ميزانية كبيرة قابلة للزيادة تحت إشراف وزاري متواصل، ويجب أن يكون هذا التوسع مدروسًا بعناية لمواجهة الزيادة السكانية والتأكد من توفير بيئة تعليمية مناسبة لجميع الطلاب، بما يضمن تحسين جودة التعليم وتحقيق الأهداف التربوية المرجوة.
تعليقات من بعض أولياء الأمور
أعربت إحدى الأمهات، عن قلقها من أن الكثافة الطلابية تؤثر سلبًا على قدرة المعلمين في متابعة تحصيل أبنائهم الدراسي وقالت: "ابني في فصل به أكثر من 40 طالبًا، مما يصعب على المعلم تقديم الاهتمام الكافي لكل طالب، يشعر ابني بأن المعلم غير قادر على متابعة مستواه بشكل جيد"، وأضافت أن هذا الأمر ينعكس على تحصيل ابنها الدراسي، حيث يعاني من قلة التوجيه المباشر من المعلم.
وأعرب والد آخر، عن انزعاجه من تأثير الكثافة على الأنشطة الطلابية، وقال: "الكثافة العالية تجعل من الصعب تنظيم أي نشاط طلابي، سواء كان رياضيًا أو ثقافيًا، ولا يوجد مجال لكل طالب ليشارك بشكل فعال في الأنشطة، خاصة مع العدد الكبير في الفصول"، وأكد أنه لاحظ أن العديد من الأنشطة التي كانت تحفز طفله على التعلم أصبحت محدودة بسبب صعوبة تنظيمها داخل الفصول المكتظة.
ومن جانبه، قالت ولية أمر "فاطمة محمد السيد"، إحدى الأمهات، إن الكثافة الطلابية تؤثر أيضًا على الجانب النفسي لأطفالهم، وأضافت: "أطفالي يشعرون بالضيق في الفصول المزدحمة ومن الصعب عليهم التركيز وسط الضوضاء وكثرة الطلاب، وهذا يجعلهم في بعض الأحيان يشعرون بالإحباط وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة".
وأشارت إلى أن الأطفال يعانون من قلة التفاعل الاجتماعي مع المعلمين والزملاء بسبب عدم وجود فرصة لكل طالب للتعبير عن نفسه في ظل الأعداد الكبيرة.
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق