تسعى الحكومات العالمية إلى مواكبة التطورات التكنولوجية من خلال إعداد قيادات قادرة على التعامل مع التحديات الرقمية،في إطار هذا التوجه، أنشأت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر مبادرة “قادة مصر الرقمية” بالشراكة مع الأكاديمية الوطنية للتدريب،تهدف هذه المبادرة إلى تجهيز القيادات الحكومية بالمهارات الرقمية اللازمة لتفعيل سياسة التحول الرقمي، مما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ويعزز قيمة الابتكار لدى الدولة.

حفل التخرج والمشاركون

تمت فعاليات حفل تخرج الدفعة الأولى من هذه المبادرة في الأكاديمية الوطنية للتدريب، بحضور شخصيات بارزة في مجالات الاتصالات والتكنولوجيا، بما في ذلك الدكتورة رشا راغب والدكتورة غادة لبيب،تمثل هذه الدفعة 176 قيادة حكومية من 23 وزارة و6 محافظات، بالإضافة إلى 8 هيئات عامة، حيث جرى تصميم البرنامج ليشمل مساعدي الوزراء والمحافظين ورؤساء الإدارات المركزية، مما يعكس تنوع وكثافة الجهود المبذولة في هذا المشروع.

أهمية المبادرة من منظور استراتيجي

خلال كلمته، أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات، أن هذه المبادرة تأتي في إطار استراتيجية مصر الرقمية، وذلك لتطوير قدرات الكوادر الحكومية،يتطلب التحول الرقمي وجود قادة يمتلكون المهارات الرقمية والإدارية لدفع عجلة التنمية بالبلاد،لذا فإن الاستثمار في تطوير هذه المهارات يعد خطوة استراتيجية على مستوى الدولة، بهدف تحسين الأداء الحكومي و الكفاءة.

التعاون المثمر بين الأكاديمية والوزارة

أشارت الدكتورة رشا راغب إلى أن الأكاديمية تقدم برامج تدريبية متقدمة بالتعاون مع وزارة الاتصالات،يهدف هذا التعاون إلى تعزيز الكفاءات الحكومية وتحسين الأداء الوظيفي للموظفين،تحرص الأكاديمية على إعداد قادة قادرين على الابتكار وتقديم حلول مناسبة لتحديات العصر الرقمي، وذلك من خلال برامج متخصصة تناسب الاحتياجات الحالية والمستقبلية للدولة.

الجهود الحكومية في تعزيز التحول الرقمي

كما أكدت الدكتورة غادة لبيب أن المبادرة تتواصل ضمن جهود الدولة الهادفة إلى تحسين الأداء المؤسسي الرقمي،يركز البرنامج على بناء القدرات القيادية لـ 650 قيادة جديدة من العاملين بالجهاز الإداري،تهدف المبادرات إلى استيعاب مشروعات التحول الرقمي وضمان استدامتها من خلال تطوير الكفاءات الرقمية للعاملين.

تعزيز المهارات من خلال التحصيل العلمي والتدريب

شمل برنامج التدريب 54 ساعة موزعة على 9 أيام تدريبية، تم استخدام أساليب متنوعة، بما في ذلك تدريب نظري وعملي،التركيز على التطبيقات العملية وورش العمل يعزز الفائدة لدى المشاركين، مما يساهم في تحقيق مستوى عالٍ من النجاح في التحول الرقمي،تساعد هذه البرامج أيضًا في تعزيز مهارات المشاركين في مجالات متعددة تشمل الأمن السيبراني والقيادة الرقمية، مما يعد ضروريًا لتأمين منصات العمل الحكومية.

نتائج إيجابية للمبادرة

أعرب عدد من القيادات الحكومية عن تقديرهم للقيمة التي أضافتها هذه المبادرة لحياتهم الشخصية والمهنية، حيث ساهمت في مهاراتهم الرقمية وتحسين قدرتهم على تلبية متطلبات العمل الحكومي،هذا التأثير الإيجابي يتماشى مع أهداف الحكومة لتطوير مشروعات التحول الرقمي، مما يزيد من كفاءة استخدام موارد الدولة وضمان الشفافية.

في الختام، فإن مبادرة “قادة مصر الرقمية” تمثل أحد الجهود الأساسية في إعداد قيادات قادرة على تجاوز التحديات التي تفرزها الثورة الرقمية،إن الاستثمار في تطوير المهارات القيادية والتكنولوجية لا يُعتبر مجرد ترف، بل يُعد ضرورة استراتيجية للدولة لتحقيق مستويات أعلى من الكفاءة والفعالية، وبالتالي المساهمة في تحسين جودة الحياة للمواطنين وتعزيز التفاعل الإيجابي مع التحول الرقمي.