عام مر ومر معه العمر.. وعام سيأتي ويأتي معه الفضل - نبض مصر

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبت 28 ديسمبر 2024 | 11:56 صباحاً

الإعلامية هنا عبد الفتاح

كتب : بقلم الإعلامية هنا عبد الفتاح

مر عام بمر الأعوام وحلو السنون.. مر هذا العام بما فيه من آلام واوجاع، من حب وأمل وتفائل.. مر بكل ما فيه، بحلوه ومره، لكني لا استطيع ان اقول أنه مر كغيره من الأعوام التي مرت في حياتنا ومر معها العمر.. أنه عام بكل العمر الذي مضى.. بدأناه بأمل وحب وعوض العمر كله، لكن كل هذا كان سراب، لم يستمر الأمل، ولم يدم الحب بل كان كذبة.. وتأرجحت مشاعرنا بين التفائل والخذلان.. قتلنا فيه مرات عديدة.طعنات هذا العام كانت من أقرب المقربين.

لم يكن الخذلان سهل، بل كان قاتلا لأنه آتي ممن احببناهم ووثقنا بهم، ممن قالوا لنا أنهم لن يفلتوا أيدينا مهما حدث ولكننا فوجئنا أنهم لم يتمسكوا بها أساسا.. طعناته كانت في وتين القلب فلم تترك للحياة فرصة، بل قتلته بكل عنف..لم يكن ذنبنا فيه سوي أننا احببناهم بصدق.

فقط جعلناهم هم الحياة..فجعلونا أموات، مر هذا العام بحزن لم أري مثله في أي عام مضى مر بوجع في القلب والعقل وماادراكم وجع القلوب.. مر لكنه لم يمر كغيره من الأعوام.. تلقيت فيه طعنات متتالية من أقرب المقربين من أصدقاء كنا يوماً نأكل معهم في طبق واحد، لم استطع ان أتحمل كل تلك الطعنات كل تلك الاهات.. فانهمرت الدموع كالانهار.. ليس ندما على من احببناهم ليس ندما على من وثقنا بهم، بل ندما على الحب، ندما على الصدق، ندما على قلبا لم يروا منه سوي الحنان .لم يكن ينوي أن يؤلمهم في شئ.. لم يكن الخطأ منفرداً بل كان مشتركاً.

 نعم خطؤنا أننا أحببنا بعمق أننا وثقنا بهم وهم ليسوا أهل ثقة، أننا ائتمناهم وهم خونة..واحببناهم وهم كاذبون ، لا أخفي عليكم سرا فجسدي أيضا لم يتحمل خذلان هذا العام ولم يتحمل مامر به من وجع والام.. فاستوطنته بعض الأمراض التي كان الحزن فيها سببا.. تلك كان الجانب المظلم هذا العام.. سخطنا لأننا بشر لم نستطع الصبر خانتنا قوانا وكسرت قلوبنا.وقهرتنا الحياة قهراً.. لكننا واجهنا ونهضنا وتعلمنا الدروس وادركنا أن الباقي هو الله.. لا يبقي شئ في الحياة، كل شئ راحل.. الحب لن يدوم والحزن أيضا لن يدوم تعلمنا أن كل شئ سوف يمر ،نعم وقد مر، ولكن مر وترك غصة ستدوم في القلب للأبد.. ولكننا تعلمنا أن الأيام قست علينا حتي لا نؤمن لبشر مرة أخرى.. وإن العبودية والأمان يكون لله فقط..نعم تعلمنا الكثير هذا العام.. تعلمنا أن الصديق يخون وأن الحبيب يرحل.. أن البشر ليسوا بصادقين.. وإن الثقة لاتمنح لأي أحد.. نعم تعلمنا.. تعلمنا أيضا أن مهما ضربتك الأيام بكل قسوتها لابد من المواجهة، وأن أخذ الحقوق يريح القلوب.. تعلمنا أن الشجاعة والرجولة صفة لاتوجد في جنس الذكور إلا قليلاً ،وأن بعض النساء يمتلكن تلك الصفات.. تعلمنا أن الضربات التي قتلت قلوبنا قد تحييها بطريقة أقوي نستطيع أن نكمل معها باقي مشوار العمر.. تعلمنا أن الأمل والحلم والتفائل دائما موجودين بوجود الله.

تعلمنا أن الله لا يأخذ منا شئ نحبه إلا ليعطينا الأفضل منه وليعلمنا أن التعلق يكون فقط لله.. تعلمنا أن الأحباب والأصدقاء قد يكونوا شر وليس كما نعتقد أنه خير..فيعقوب أحب يوسف حبا شديدا فحرمه الله منه ليكون عزيز مصر.. تعلمنا ليس كل منع حرمان بل قد يكون المنع لياتي أفضل العطاء .. تعلمنا أن المنع لياتي الفضل وأننا مهما بلغت عقولنا لا ندرك الحكمة من المنع فيعقوب نبي وحينما منع من يوسف فابيضت عيناه من الحزن ونحن لا نملك الصبر ليس يأسا أو عدم إيمان بل لا ندرك الحكمة كما لم يدركها يعقوب.. عام مر وسوف ينتهي عما قريب كان فيه المنع موجع لقلوبنا..لكن العطاء فيه أيضا كان مدهشا لعقولنا أدركنا حكمة الله.. وأدركنا أن الفضل في المنع فاعطانا الله فوق مانتمني وكأنه يداوي قلوبنا رزقنا بأناس لو أن مابهم من حنان وزع على أهل الأرض لفاض.. رزقنا من فضله بكثير من النعم" نعم "لا تعد ولا تحصى.. نعم كان عاما أيضا ملئ بفضل وكرم ونعم الله علينا.. "نعم" من بشر يملكون قلوبا من ذهب..نعم من تحقيق لاحلام.. "نعم" من النهوض مرة أخرى والمقاومة على مواجهة التحديات والكبوات التي أرادت أن تعرقل طريقنا.. ولكنا بفضل الله أكملنا الطريق "إياكم أن تحزنوا على فوات الأشياء ... هناك اشياء كان ينبغي لها أن ترحل الى الابد... وهناك أشخاص كان ينبغي لهم منذ زمن أن يعودوا غرباء.. وهناك مواقف مريرة كانت لابد أن تمر علينا لنصبح أقوى في مواجهة غيرها فيما بعد.. وهناك فرص لابد أن تضيع لأنها لو لم تضع لضعنا نحن.. الوقت لا يغير الأشخاص.. بل يُظهر حقيقتهم.. هذا ما حدث هذا العام.. حقا لم يكن كغيره من الأعوام.. بل كان بكل الأعوام الماضية.. قليلا سيمر ويمر معه كل حزن.. وسيظل فضل الله ونعمه باقية علينا للابد فالحمد لله على المنع والحمد لله على العطاء.. اللهم عوضا في الأعوام القادمة وامسح برحمتك على قلوبنا ولا ترها خذلان أو وجع مرة أخرى.. عام مر ومر معه العمر وعام سيأتي ويأتي معه الفضل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق