اتهمت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، السبت، الولايات المتحدة وإسرائيل بتنسيق خطة محكمة لإحداث الفوضى في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأكدت طهران أن هذه الخطة تمثل جزءًا من جهود متواصلة تقودها واشنطن لتقويض الاستقرار في منطقة غرب آسيا.
وقالت الأركان الإيرانية في بيانها: "الأحداث الأخيرة في سوريا دليل على عمق الشر الذي يقوده الاستكبار العالمي. ما يحدث هو خطة أميركية إسرائيلية مشتركة تهدف إلى تقويض السلام وتحقيق مصالحهم التوسعية".
سقوط نظام الأسد وتداعياته على إيران
مع سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر، تعرضت إيران لهزة كبيرة على الصعيد الإقليمي. حيث شكّل الأسد حجر الزاوية في استراتيجيات إيران داخل سوريا، والتي كانت تهدف إلى تعزيز ما يسمى بـ"محور المقاومة" في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة.
هذا التغيير في المشهد السياسي في سوريا يمثل خسارة استراتيجية لإيران، خاصة بعد مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في وقت سابق من العام، مما أضعف حلفاء طهران الأساسيين.
تصريحات عراقجي: التحذير من مستقبل غامض
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي علق على هذه التطورات بقوله: "من المبكر الحكم على مستقبل سوريا. التحولات الحالية مليئة بالتحديات، ومن يظنون أن الأمور قد استقرت مخطئون". وأكد عراقجي أن المنطقة لا تزال تشهد تحركات ديناميكية قد تؤدي إلى سيناريوهات غير متوقعة.
وأشار إلى أن أي احتفال مبكر بما يحدث في سوريا قد ينقلب إلى خيبة أمل، مضيفاً أن الوضع في سوريا يمثل اختباراً جديداً للتحالفات الدولية.
خامنئي: الشعب السوري سيقاوم التغيير
المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بدوره أشار إلى أهمية الحفاظ على الروح المقاومة للشعب السوري، مؤكداً في خطاب له أن "الظروف الحالية تمثل تحدياً كبيراً للشرفاء في سوريا"، محذراً من استغلال القوى الأجنبية للتطورات الأخيرة.
وفي سياق متصل، حذر خامنئي من محاولات التدخل الأجنبي لتشكيل الحكومة الجديدة في سوريا، داعياً الشعب السوري إلى "إظهار عزيمته من جديد في مواجهة الضغوط الخارجية".
موقف إيران: رفض الاستسلام والتمسك بالمقاومة
تعتبر إيران أن التطورات الحالية تهدف إلى إضعاف نفوذها في المنطقة، لكنها أكدت مجددًا أن الجمهورية الإسلامية لن تستسلم أمام الضغوط الدولية. وأضافت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أن الشعب الإيراني "سيتصدى مرة أخرى للمخططات الخبيثة" وسيحبط أي محاولات لتغيير التوازن الإقليمي.
مستقبل المنطقة في ظل التصعيد
مع سقوط نظام الأسد، يواجه الشرق الأوسط تحديات متزايدة، تشمل إعادة تشكيل التحالفات واستمرار الصراعات على النفوذ. وبينما تواصل طهران سعيها للحفاظ على نفوذها في سوريا، يبدو أن المنطقة قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة من التوترات الإقليمية.
0 تعليق