في خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز تجربة السياحة في مصر واستخدام التكنولوجيا الحديثة في خدمة التاريخ والحضارة، وتطوير قطاع السياحة والآثار وتحقيق تنمية مستدامة، تواصل وزارة السياحة والآثار إطلاق مشروعات ومبادرات مبتكرة تهدف إلى تعزيز التجربة السياحية وجذب المزيد من الزوار من مختلف أنحاء العالم، حيث شهدت الفترة الماضية إطلاق عدد من المشروعات الرائدة التي تجمع بين الحفاظ على التراث الثقافي واستخدام أحدث تقنيات التحول الرقمي، والتي من أبرز هذه المشروعات، إطلاق Project Revival بالتعاون مع شركة ميتا العالمية، والذي يعيد إحياء الحضارة المصرية القديمة من خلال تطبيقات الواقع المعزز في المتاحف المصرية الشهيرة مثل المتحف المصري بالتحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية.
يأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية الوزارة للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتحسين تجربة الزوار وتعزيز القطاع السياحي. ومع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أحد أكبر وأهم المشروعات الثقافية في تاريخ مصر الحديث، تنطلق العديد من المبادرات الطموحة، مثل مشروع "إيجيبت إن ستايل" الذي يهدف إلى رقمنة صناعة السياحة المصرية من خلال بنية تحتية متكاملة تضم تطبيقات ذكية تعمل على تلبية احتياجات العملاء سواء من السياح أو وكالات السفر، هذه الخطوات تمثل جزءًا من خطة شاملة لتسليط الضوء على التراث المصري العريق وجعل السياحة في مصر أكثر تفاعلية وجاذبية للزوار في العصر الرقمي، مما يسهم بشكل مباشر في زيادة الإيرادات وتحقيق التنمية الاقتصادية.
وعبر السطور التالية نستعرض أهم وأبرز التفاصيل عن المشروعات التي تقوم بها وزارة السياحية والآثار بتعاون مع الجهات المختلفة.
إطلاق مشروع "Project Revival" لإحياء التاريخ المصري القديم عبر الواقع المعزز
في خطوة مبتكرة تهدف إلى دمج التاريخ المصري القديم مع أحدث التقنيات الرقمية، أطلق وزير السياحة والآثار شريف فتحي، بالتعاون مع شركة ميتا العالمية، مشروع "Project Revival" في المتحف المصري بالتحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية، وهذا المشروع يسعى إلى إحياء آثار مصر القديمة من خلال تجربة تفاعلية باستخدام تقنية الواقع المعزز عبر تطبيق "إنستجرام"، ليمنح الزوار فرصة مشاهدة القطع الأثرية بشكل جديد ومتطور، حيث يمكنهم التفاعل مع الفلاتر التفاعلية التي تعيد هذه القطع إلى شكلها الأصلي كما نحتها المصريون القدماء.
الهدف من المشروع"Project Revival"
يأتي مشروع "Project Revival" في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار للتحول الرقمي، حيث يسعى إلى تحسين تجربة الزوار بالمتاحف والمواقع الأثرية في مختلف أنحاء مصر. وبالإضافة إلى ذلك، يهدف المشروع إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة لإثراء التجربة السياحية، مما يعزز من القيمة التعليمية والتثقيفية للزوار.
أشار الوزير شريف فتحي إلى أن هذا المشروع يتزامن مع مرور 122 عامًا على تأسيس المتحف المصري بالتحرير، مما يضفي عليه قيمة تاريخية وجمالية خاصة.
استخدام الذكاء الاصطناعي في الترويج للسياحة المصرية
أحد الجوانب الحديثة في هذا المشروع هو استخدام الذكاء الاصطناعي في تنفيذ حملات ترويجية للمقصد السياحي المصري، حيث يؤكد الوزير أن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي أسفرت عن نتائج مبهرة، حيث كانت الحملات أكثر تركيزًا على الفئات المستهدفة، مما ساعد في تسليط الضوء على نقاط القوة في السياحة المصرية. كما أضاف أن هناك خطة لمواصلة استخدام هذه التقنيات في المستقبل لتطوير مواد ترويجية مبتكرة تسهم في جذب السياح إلى مصر.
دور المتحف المصري بالتحرير كمركز ثقافي مهم
خلال الاحتفالية التي نظمت بمناسبة إطلاق المشروع، أكد وزير السياحة والآثار أهمية المتحف المصري بالتحرير كمؤسسة ثقافية هامة، مشيرًا إلى أنه سيظل صرحًا أساسيًا للآثار والثقافة المصرية، مضيفاً أن المتحف سيشهد العديد من أعمال التطوير في الفترة القادمة، بما في ذلك تحديث سيناريو العرض المتحفي وتقديم محتوى تعليمي مبتكر، مما يعزز من مكانته كمتحف عالمي فريد من نوعه، كما شدد على أهمية المتاحف الكبرى الأخرى في مصر، مثل المتحف المصري الكبير والمتحف القومي للحضارة المصرية، مشيرًا إلى أنه يجري العمل على تحسين تجربة الزوار في كل منها من خلال تكنولوجيا حديثة.
الذكاء الاصطناعي.. أداة حيوية في تطوير السياحة
من جانب آخر، تحدث الوزير شريف فتحي عن التقنيات الحديثة، خاصة الذكاء الاصطناعي، باعتبارها أداة حيوية في المستقبل القريب لقطاع السياحة. في هذا السياق، ذكر الوزير أنه شارك الأسبوع الماضي في القمة الوزارية لبورصة لندن الدولية للسياحة (WTM 2024، حيث ناقش مع قادة قطاع السياحة في العالم دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل السياحة، موضحًا أن التشريعات يجب أن تتطور لتواكب هذا التطور السريع. هذه النقطة أكدت أهمية توازن التشريع مع التطور التكنولوجي لضمان الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي.
مشروعات مستقبلية تساهم في الحفاظ على التراث المصري
من جانبه، أشار الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إلى أن مشروع Project Revival يسهم في تعزيز تجربة الزوار داخل المتاحف المصرية، مما يساهم في جذب جمهور أكبر من الشباب، كما أكد أن دمج التكنولوجيا الحديثة في زيارة المتاحف يعزز من التواصل بين الزوار والقطع الأثرية، مما يزيد من قيمة الزيارة ويجعلها أكثر جذبًا وفاعلية في نشر الوعي بالتراث المصري.
تحول السياحة المصرية إلى وجهة رقمية وعصرية
إن إطلاق مشروع "Egypt in Style" يتزامن مع لحظة فارقة في تاريخ السياحة المصرية، خاصة في ظل الاحتفالات بافتتاح المتحف المصري الكبير، من خلال دمج التكنولوجيا الحديثة مع الفخامة السياحية، يسعى المشروع إلى تقديم تجربة سياحية مبتكرة تواكب تطلعات السياح من مختلف أنحاء العالم، ومع الدعم الكبير من القطاعين الحكومي والخاص، يتوقع أن يسهم المشروع في دفع عجلة السياحة المصرية نحو آفاق جديدة، ما يضمن لمصر مكانة مرموقة بين أبرز الوجهات السياحية العالمية في المستقبل القريب.
مشروع "Egypt in Style" لتعزيز السياحة المصرية
مع اقتراب الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الذي يعد من أبرز المعالم الثقافية في العالم، يتزايد الاهتمام بمشروعات ومبادرات تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في قطاع السياحة المصري، من بين هذه المبادرات المبتكرة، يأتي مشروع "Egypt in Style" والذي يعد خطوة محورية نحو دمج السياحة المصرية في بنية رقمية حديثة تواكب احتياجات السياح من جميع أنحاء العالم.
رؤية جديدة للسياحة الفاخرة
يهدف مشروع "Egypt in Style" إلى تقديم تجربة سياحية فاخرة ومصممة خصيصًا لكبار الشخصيات ورجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم، حيث هذا المشروع الطموح يعمل على تكامل جميع عناصر صناعة السياحة المصرية في بنية تحتية إلكترونية واحدة، من خلال تقديم حزم سياحية متميزة وعالية، حيث يستهدف المشروع بالأساس الترويج لمصر كوجهة سياحية عالمية من خلال الاستفادة من الانفتاح الكبير الذي يقدمه افتتاح المتحف المصري الكبير، ويتضمن مشروع "Egypt in Style" مجموعة من الحزم السياحية الفاخرة المصممة خصيصًا للزوار من كبار الشخصيات، بما في ذلك حزم سياحية حصرية تم اعتمادها من قبل الحكومة المصرية، تشمل إقامة في فنادق 5 نجوم مع وسائل راحة عالمية المستوى.
ومن أبرز العروض التي يقدمها المشروع، "تجربة الملك توت" التي تتيح للزوار الاستمتاع بتجربة فريدة تتمحور حول كنوز الملك توت عنخ آمون، بما في ذلك جولة VIP ليوم كامل في المتحف المصري الكبير، الذي يضم أكثر من 5400 قطعة أثرية من مقبرة الملك توت، والتي تشمل الحزم أيضًا زيارات حصرية لمواقع تاريخية بارزة مثل أهرامات الجيزة الكبرى، وجولات نيلية على متن قوارب فاخرة، بالإضافة إلى عروض الصوت والضوء التي تقدمها أهرامات الجيزة، وتهدف هذه الحزم إلى تقديم تجربة لا تُنسى للزوار، تجمع بين الفخامة والثراء الثقافي والتاريخي.
التكنولوجيا في خدمة السياحة
يتميز مشروع "Egypt in Style" بتطبيقات تكنولوجية متقدمة تسهم في تعزيز تجربة العملاء، حيث يستخدم المشروع تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والتجارة الإلكترونية، وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق بشكل أكثر فعالية.
كما تم تطوير تطبيق جوال مخصص لهذا المشروع يحمل اسم "EGYPT IN STYLE"، والذي يسمح للزوار والمستخدمين بإدارة جميع عناصر الحزمة السياحية بسهولة، مما يضمن تقديم تجربة سلسة دون الحاجة إلى وسطاء، وبالتالي تقليل التكاليف التشغيلية وتحقيق مزيد من الكفاءة، حيث يؤكد شيرين يسري الخبير في القطاع السياحي، أن المشروع يتلقى دعمًا كبيرًا من حوالي 150 شركة وفردًا في القطاع السياحي المصري، الذين سيكونون جزءًا من عملية التنفيذ ويستفيدون من شبكاتهم وعلاقاتهم الواسعة، مشيراً إلى أهمية التعاون مع الجهات الحكومية وصانعي القرار لضمان نجاح المشروع، والعمل بشكل موازٍ مع هيئة تنشيط السياحة المصرية لتنفيذ المبادرة على أكمل وجه.
الاستعداد للانطلاق في ظل التحديات العالمية
يواجه القطاع السياحي الكثير من التحديات العالمية، حيث يشير يسري إلى أن فكرة المشروع بدأت كحلم منذ 15 عامًا، إلا أن الظروف السياسية والثورات العربية أجلت تنفيذها، ولكن مع الانفتاح الذي تشهده مصر حالياً، وخاصة بعد اقتراب موعد افتتاح المتحف المصري الكبير، تم طرح الفكرة على السفير المصري ضياء الدين حماد في الرياض، الذي قام بدوره بعرض المشروع على الجهات المسؤولة في مصر، وتمت الموافقة على تنفيذ المبادرة، مؤكدًا أنه يتم حاليًا وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل المشروع، التي سيتم الكشف عنها في الأسابيع القادمة.
مساهمة المشروع في تطوير السياحة المصرية وزيادة الدخل القومي
يعد مشروع "Egypt in Style" جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز السياحة المصرية في عصر جديد يعتمده التحول الرقمي والبنية التحتية المتطورة. من خلال تقديم خدمات فاخرة ومصممة خصيصًا لعملاء كبار الشخصيات والمسافرين الدوليين، يسعى المشروع إلى تحقيق أهداف السياحة المستدامة التي تتوافق مع رؤية مصر الجديدة. ويعول المشروع على إسهامه في زيادة الدخل القومي من خلال جذب المزيد من السياح الأثرياء، مما يعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية.
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق