في السنوات الأخيرة، زادت الاهتمامات المتعلقة بتأثير المكملات الغذائية على الصحة العامة،تشير الأبحاث إلى أن تناول مكملات غذائية غير ضرورية أو بجرعات مرتفعة قد يؤدي إلى مخاطر صحية خطيرة،دراسة أجريت في كولورادو عام 2015 أظهرت أن تناول مكملات تحتوي على فيتامين “بيتا كاروتين” بجرعات عالية يمكن أن يعزز من خطر الإصابة بأمراض صحية متعددة، بما في ذلك أمراض القلب، وكذلك يشير بعض الدراسات إلى خطر الإصابة بسرطان الرئة.

المخاطر الصحية التي يمكن أن تنشأ بسبب المكملات الغذائية

كما أشارت خبيرة التغذية نيكول أندروز، التي تتخصص في الوقاية من الأمراض، إلى المخاطر الصحية المحتملة الناتجة عن الاعتماد الزائد على المكملات الغذائية،حيث يعتبر الإفراط في تناول هذه المكملات عنصراً ملهماً للعديد من المخاطر الصحية.

الفيتامينات يمكن أن تتحول إلى جزيئات ضارة

في فيديو قدمته على منصة إنستغرام، أوضحت أندروز أن الجرعات المرتفعة من بعض الفيتامينات قد تتحول إلى جزيئات ضارة تعرف بالجذور الحرة،هذه الجذور الحرة قادرة على إلحاق الضرر بالخلايا و خطر الإصابة بالأمراض مثل السرطان، وفقاً لما ورد في صحيفة ديلي ميل،بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة أجريت بواسطة معهد كارولينسكا في السويد أن الحقن المتزايد للفئران المصابة بالسرطان بفيتامين C وE ساهم في تكوين أوعية دموية جديدة تفيد الأورام، مما يشير إلى تأثيرات سلبية محتملة لتلك المكملات على الكائنات الحية.

وأضافت أندروز أن الناجين من السرطان يكونون أكثر عرضة لهذا الخطر، نظراً لتواجد عوامل وراثية تزيد من فرص تطور الأورام،ولفتت إلى أن الكثير من الناجين يقعون ضحية للاعتقاد بأن المكملات الغذائية هي وسيلة فعالة للتخلص من السموم ولتقليل خطر الإصابة بالسرطان، وهذا يمثل خطراً جسيماً.

وأوضحت أندروز أيضاً أن المكملات الغذائية قد تحتوي على مستويات عالية من المغذيات الدقيقة يمكن أن تصبح سمّية، وهو ما لا يحدث عند استهلاك هذه المغذيات من المصادر الغذائية الطبيعية،وقد أكدت على أهمية عدم استخدام المكملات كوسيلة للوقاية من السرطان، بل ينبغي تناولها فقط في حال كان هناك نقص محدد وفقاً للفحوصات المخبرية.

يشير تأكيد أندروز إلى العديد من الدراسات العلمية التي تدعم مخاوفها،فقد نشرت مجلة Clinical Investigation دراسة تشير إلى أن تناول كميات كبيرة من مضادات الأكسدة كفيتامين C وE قد يساهم في نمو الأورام بدلاً من الحد منها،هذه المخاطر لا تظهر عند تناول هذه الفيتامينات من المصادر الغذائية الطبيعية، لكن تناولها في شكل مكملات يؤكد على تعزيز نمو الأورام.

خلاصة القول، إن المكملات الغذائية ليست بالضرورة الخيار الأمثل لتعزيز الصحة، بل قد يكون لها آثار سلبية خطيرة إذا تناولت بشكل مفرط،إن وجود أدلة علمية متعددة يدعو إلى توخي الحذر في استخدام المكملات الغذائية وضرورة الاعتماد على التغذية المتوازنة.