أسرار الكائن القزم ..
الاحد 01 ديسمبر 2024 | 11:15 صباحاً
الإنسان الهوبيت .. الزمالة التي نطلق عليها "الإنسانية" تضم بعض الشخصيات غير المتوقعة، ومن أبرزها نوع صغير منقرض يُعرف باسم Homo floresiensis، الذي عاش في جزيرة فلوريس الإندونيسية حتى حوالي 50,000 سنة مضت.
هذا الكائن القزم ذو القدمين الكبيرتين كان يبدو وكأنه ينتمي إلى عالم خيالي، لذلك يُطلق عليه أحيانًا "الهوبيت".
ما نعرفه عن الهوبيت
رغم تشابه Homo floresiensis مع أنواع بشرية قديمة عاشت قبل ملايين السنين، فإن هذا النوع من البشر كان موجودًا في نفس الفترة التي عاش فيها Homo sapiens ويُعتقد أن H. floresiensis قد عاش في جزيرة فلوريس عندما وصل الإنسان العاقل إليها لأول مرة، وفقًا لما ذكره موقع"iflscience".
ووفقا لما اطلعت عليه "بلدنا اليوم" فقد تم اكتشاف هذا النوع لأول مرة في كهف ليانغ بوا في عام 2003، حيث تم العثور على هيكل عظمي شبه كامل لأنثى أطلق عليها LB1. ومنذ ذلك الحين تم العثور على بقايا أكثر من عشرة أفراد من هذا النوع، مما كشف أن طوله كان يبلغ حوالي 106 سم، وأنه كان يمتلك دماغًا صغيرًا وأسنانًا كبيرة وأرجلًا قصيرة تدعمها أقدام ضخمة.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن حجم H. floresiensis ربما كان أصغر مما كان يُعتقد سابقًا بناءً على تحليل لعظم ذراع علوي تم العثور عليه في ماتا مينجي.
كيف عاشوا؟
رغم صغر حجم دماغهم، كان H. floresiensis قادرًا على صناعة أدوات حجرية، وقد دُهنت الأدوات التي صنعوها بين 190,000 و50,000 سنة مضت، لكن استخدامها الفعلي ما زال غير واضح.
كانت وجباتهم على الأرجح متنوعة وتضم أنواعًا من الفيلة المنقرضة مثل Stegodon وغيرها، وكان عليهم أيضًا تجنب أن يصبحوا فريسة للحيوانات المفترسة الأكبر حجمًا مثل تنانين كومودو التي عاشوا معها، رغم أن العلماء لا يزالون غير متأكدين من مدى خطورة هذه السحالي عليهم.
من أين جاءوا؟
لا يزال منشأ H. floresiensis غير واضح، إذ لا يُعرف بالضبط من أي نوع بشري تطور هذا الكائن أو كيف وصل إلى جزيرة فلوريس. مع العلم أن الجزيرة لم تكن متصلة برًا بالقارات المجاورة، ويُعتقد أن هذا النوع وصل إلى فلوريس عبر الهجرة أو العزل الجغرافي، حيث قد يكون تحول تدريجيًا إلى حجم أصغر بسبب القزامة الجزرية نتيجة العيش في بيئة معزولة.
في البداية، كانت هناك فرضية تقول إن H. floresiensis قد يكون مرتبطًا بـ Homo erectus الذي كان موجودًا في جزيرة جاوة قبل ظهور هذا النوع. ومع ذلك، أظهرت أبحاث حديثة أن سمات H. floresiensis تتشابه مع أنواع بشرية قديمة أخرى مثل Homo habilis وAustralopithecus، ما يثير الحيرة حول أصل هذا الكائن.
في الآونة الأخيرة، أظهرت دراسات جديدة على أسنان H. floresiensis من موقع ماتا مينجي أن هذا النوع قد يكون بالفعل مرتبطًا بـ Homo erectus، كما بدأت بعض الدراسات في النظر في الأساطير المحلية في فلوريس التي تشير إلى أن "الهوبيت" لا يزالون على قيد الحياة حتى اليوم.
0 تعليق