تعتبر مشاريع النقل العام من العناصر الأساسية التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة في المدن الكبيرة، ويظهر هذا بشكل واضح في مشروع مترو الأنفاق بالإسكندرية،يمثل هذا المشروع خطوة هامة نحو تحسين نوعية الحياة وتحقيق التوازن في حركة المرور، كما يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية وتنفيذ استراتيجيات النقل الذكي،من خلال استبدال خدمات النقل التقليدية، فإن الإسكندرية تشهد تحولًا جديدًا يتناسب مع التحديات الحالية والاحتياجات المستقبلية للسكان.
أهمية مشروع مترو الإسكندرية
لقد تم إطلاق مشروع مترو الأنفاق بالإسكندرية استجابةً للاحتياجات المتزايدة للسكان، وكذلك للتصدي للاختناقات المرورية التي يعاني منها المواطنون بسبب نقص الكفاءة في وسائل النقل التقليدية مثل قطار أبو قير،إذ كانت تلك الوسائل تقتصر قدرتها على نقل 2800 راكب فقط يوميًا، مما أدى إلى أوقات انتظار طويلة ومشكلات في الأعطال المستمرة،نتيجة لذلك، يشكل تطوير مترو أنفاق جديد ضرورة ملحة لتحسين تجربة النقل الجماعي في المدينة.
المرحلة الأولى من مشروع مترو الإسكندرية
بدأت الهيئة القومية للأنفاق بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مترو الأنفاق في يناير 2025، حيث تمتد من محطة أبو قير حتى محطة مصر، بطول إجمالي يقدر بـ 21.7 كيلومترًا،من المتوقع الانتهاء من هذه المرحلة في غضون 30 شهرًا، مما يجعل افتتاحها متاحًا في منتصف عام 2026،تشمل هذه المرحلة 20 محطة، منها 5 محطات جديدة، التي تم إعدادها لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان والتي تتمثل في ميامي، محمد نجيب، كفر عبده، سبورتنج، وباب شرق.
مميزات مترو الإسكندرية
يتميز مشروع مترو الإسكندرية بعدد من الخصائص المتطورة التي تسهم في تحسين الخدمة المقدمة للمواطنين، ومن بين هذه المميزات
- قدرة استيعابية عالية يهدف التصميم إلى نقل 60 ألف راكب في الساعة، مما يعزز من حركة التنقل ويقلل من الازدحام.
- توقيت رحلات سريع يساهم المترو في تقليل زمن الرحلة إلى 30 دقيقة فقط، مما يوفر الوقت للركاب مقارنة بالوسائل القديمة.
- محطات جديدة وعصرية يحتوي المشروع على 20 محطة، بما فيها 5 محطات جديدة مجهزة بأحدث وسائل الراحة مثل المصاعد الكهربائية.
- تقنيات متطورة يتمتع النظام بتقنيات حديثة مثل القيادة الآلية والأنظمة الذكية لضمان سلامة الركاب.
- النقل الأخضر يعتمد المترو على الكهرباء كمصدر للطاقة، ما يساهم في تقليل انبعاثات الكربون.
تصميم المسار
يمتد مسار المترو على طول 21.7 كيلومترًا، مقسمًا إلى قسمين الجزء السطحي الذي يمتد بطول 6.5 كيلومتر بين محطة مصر وكفر عبده، والجزء العلوي الذي يمتد بطول 15.2 كيلومتر والذي ينشأ من منطقة الظاهرية إلى أبو قير،وقد تم تنفيذ توقفات المرحلة القديمة بشكل تدريجي وبحذر لتخفيف التأثير على الركاب خلال عملية الانتقال للنظام الجديد.
الصيانة والتطوير المستقبلي
رُوعي في المشروع إنشاء ثلاث ورش للصيانة موزعة في مناطق مثل بوكلي وأبي قير ومرغم لضمان كفاءة الخدمة على المدى الطويل،هناك أيضًا خطط لتوسيع خطوط المترو في المستقبل لتلبية احتياجات النقل المتزايدة في المدينة.
ربط المترو بشبكة النقل القومية
يسعى المشروع إلى ربط مترو الإسكندرية بمشروع النقل السريع “العين السخنة”، بهدف تعزيز تكامل النقل بين الإسكندرية والمناطق المحيطة، مما يعزز النشاط الاقتصادي والسياحي.
أهمية المشروع
يمثل مترو الإسكندرية استثمارًا مهمًا في تحسين منظومة النقل، مما يساعد على تقليل الازدحام المروري وخفض الانبعاثات الضارة في المدينة،هذا الاستثمار لن يسهم فقط في تحسين الأوضاع الحالية للسكان، بل يعكس أيضًا التزام مصر بتحقيق التنمية المستدامة في مجال النقل.
0 تعليق