كواليس هروب بشار الأسد من سوريا.. في تطور مفاجئ للأحداث في سوريا، كشفت العديد من التقارير الصحفية الغربية عن تفاصيل مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد لسوريا، وذلك في إطار جهود مكثفة من قبل روسيا لإنقاذ حليفها في مواجهة تقدم الفصائل المسلحة نحو العاصمة دمشق. وتنوعت التقارير بين الإعلام الغربي والمصادر الرسمية الروسية التي أكدت تدابير سريعة لتأمين مغادرة الأسد خوفًا من الخيانة، بالإضافة إلى مخاوف متزايدة من انهيار حكمه.
التحركات الروسية لتأمين مغادرة بشار الأسد
بحسب مصادر مطلعة، كانت روسيا قد أعدت خطة سريعة ومباغتة لنقل بشار الأسد من سوريا عبر إحدى قواعدها الجوية، بعد أن أصبح واضحًا أن النظام السوري مهدد بشدة جراء تقدم فصائل المعارضة المسلحة باتجاه دمشق. ولعل أبرز ملامح هذه الخطة كانت ترتيبات الإجلاء السري للأسد إلى موسكو، حيث تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لتجنب الكشف عن تحركاته.
وأكدت مصادر داخل الكرملين أن الاستخبارات الروسية هي من نسقت عملية المغادرة، حيث استخدم الأسد قاعدة "حميميم" الجوية الروسية على الساحل السوري كنقطة انطلاق إلى موسكو، وذلك بعد مغادرته دمشق على متن طائرة خاصة. وكان الأسد قد اتخذ قرار المغادرة بشكل مفاجئ ودون إخبار مستشاريه المقربين، خوفًا من أن يتعرض للخيانة من قبل المحيطين به.
مغادرة الأسد في سرية تامة: وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "تليجراف" البريطانية، فإن بشار الأسد غادر دمشق على متن طائرة خاصة متجهًا إلى قاعدة حميميم، حيث كان قد تم تجهيز الطائرة العسكرية الروسية لنقل الأسد إلى موسكو. وتُشير الصحيفة إلى أن الأسد فضّل الخروج بشكل سري دون أن يتمكن أحد من مستشاريه من معرفة تفاصيل هذه الرحلة، وذلك تفاديًا لاحتمالية وقوعه في فخ الخيانة أو الانقلاب من قبل المقربين له.
رفض لقاء بوتين مع الأسد: في سياق مغادرته، أكدت موسكو أنها لا تنوي عقد أي لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبشار الأسد في هذه المرحلة، حيث أفاد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأنه "لا يوجد اجتماع مقرر في جدول أعمال الرئيس"، مؤكدًا أن الكرملين ليس لديه أي معلومات حول مكان وجود الأسد، مما يزيد من الغموض حول مصير الرئيس السوري السابق.
حق اللجوء السياسي للأسد: من جانبها، أفادت وزارة الخارجية الروسية أن الأسد وعائلته قد مُنحوا حق اللجوء السياسي في روسيا، وذلك وفقًا لشروط إنسانية تراعي الوضع الاستثنائي الذي يمر به. وأكد العسكريون الروس أن مساعدتهم للأسد جاءت في إطار مخاوفهم على حماية القواعد العسكرية الروسية في المنطقة، والتي تعد من بين القواعد الوحيدة التي تظل تحت السيطرة الروسية خارج الأراضي السوفيتية السابقة.
التحليل الاستخباراتي الروسي:
في وقت لاحق، أكدت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن الكرملين قد اتخذ خطوات عملية لإنقاذ الأسد بعد أن أظهرت التقديرات الاستخباراتية الروسية أن فرص بقاء الأسد في السلطة أصبحت ضئيلة للغاية. وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أبدى استياءه من تأخر أجهزة الاستخبارات الروسية في اكتشاف التهديدات التي كانت تلوح في الأفق على حكم الأسد، مما جعل الوضع أكثر تعقيدًا بعد فوات الأوان.
بحسب المصادر، فإن عملية مغادرة الأسد تم تنظيمها بدقة لتفادي أي تعقب أو هجوم من قبل القوات المعارضة أو أي جهات أخرى. فقد تم إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال في الطائرة التي كانت تقل الأسد لضمان عدم تحديد مسارها أو تعقبها من قبل أي طرف معادي.
التداعيات على روسيا:
تمثل هذه التحركات خطوة هامة بالنسبة للكرملين، حيث كانت موسكو قد استثمرت بشكل كبير في دعم النظام السوري طوال سنوات الحرب الأهلية السورية. وبمساعدة الأسد على مغادرة سوريا، تظهر روسيا استعدادها لحماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، وعلى رأسها القواعد العسكرية الروسية.
الخاتمة:
تستمر الأوضاع في سوريا في التحول بشكل مفاجئ وسريع، مع تصاعد التهديدات ضد النظام السوري. على الرغم من أن مغادرة بشار الأسد لسوريا قد تكون خطوة تهدف إلى حماية روسيا لمصالحها العسكرية في المنطقة، فإنها في الوقت نفسه تثير تساؤلات حول المستقبل السياسي لسوريا بعد انهيار حكم الأسد. تظل موسكو على استعداد لتقديم الدعم لحليفها، لكن السؤال يبقى: هل سيظل هذا التحالف قائمًا، أم أن الأحداث القادمة ستغير وجه السياسة في سوريا بشكل جذري؟
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق