تعتبر البورصة المصرية واحدة من الأسواق المالية المهمة في المنطقة، حيث تعكس أداء الاقتصاد الوطني وتساهم في جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية،في هذا السياق، شهدت البورصة المصرية خلال تعاملات 16 ديسمبر 2025 تراجعًا ملحوظًا في رأس المال السوقي، وهو ما يستدعي النظر في الأسباب والنتائج المترتبة على ذلك،يُظهر هذا التراجع تباينًا في أداء المؤشرات الرئيسية، مما يعكس توجهات المستثمرين في السوق.

تراجع رأس المال السوقي

أنهت البورصة المصرية يوم الإثنين 16 ديسمبر 2025، تعاملاتها بخسائر جسيمة قدرت بنحو 3 مليارات جنيه، ليصل بذلك إجمالي رأس المال السوقي إلى نحو 2.260 تريليون جنيه،يأتي هذا الانخفاض في السياق الحالي الذي يشهد تباينًا في أداء المؤشرات الرئيسية للبورصة، حيث يستمر المستثمرون الأجانب في الاتجاه البيعي، مما يؤثر سلبًا على الثقة في السوق ويزيد من حدة الضغوط على الأسهم.

أداء المؤشرات الرئيسية

شهد مؤشر “إيجي إكس 30” ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.08% ليصل إلى 30,799.43 نقطة، في حين انخفض مؤشر “إيجي إكس 70” بنسبة 0.35% ليغلق عند 8,583.98 نقطة،أما مؤشر “إيجي إكس 100″، فقد هبط بنسبة 0.32% ليصل إلى 11,739.62 نقطة، بينما شهد مؤشر الشريعة الإسلامية ارتفاعًا بنسبة 0.02% عند 3,184.02 نقطة،تعكس هذه المؤشرات المختلفة احتدام التنافس بين القطاعات المختلفة في السوق وتفاوت أداء الأسهم.

حجم التداولات في السوق

بلغ إجمالي قيمة التداولات خلال هذا اليوم نحو 35.23 مليار جنيه، مع كمية تداول مقدارها 1.575 مليار سهم،وقد شهد السوق أداءً نشطًا نسبيًا، حيث تم تنفيذ 103,850 صفقة،تعتبر هذه الأرقام عادية بالنسبة للسوق، ولكنها تشير إلى وجود تجاذبات متباينة في توجهات المستثمرين.

أداء الأسهم واتجاهات المستثمرين

من أصل 211 سهمًا تم تداولها، ارتفعت أسعار 59 سهمًا، بينما تراجعت أسعار 113 سهمًا، واستقرت أسعار 39 سهمًا،في سياق متصل، أظهرت اتجاهات المستثمرين وجود صافي شراء للمستثمرين المصريين بقيمة 6.385 مليار جنيه، بينما سجل المستثمرون العرب صافي شراء بقيمة 198.26 مليون جنيه،في المقابل، شهد المستثمرون الأجانب صافي بيع بقيمة 6.583 مليار جنيه، ما يعكس تباينًا في الثقة في السوق بين الفئات المختلفة من المستثمرين.

في الختام، يمثل الأداء السلبي الذي شهدته البورصة المصرية في 16 ديسمبر 2025 علامة على التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني، مع تباين واضح في توجهات المستثمرين بين الشراء والبيع،يُعتبر هذا التراجع في رأس المال السوقي وتفاوت أداء المؤشرات بمثابة دعوة للنظر في استراتيجيات المستثمرين وأثرها على السوق،يتطلب الوضع الحالي عملًا مستمرًا من الجهات المعنية لتعزيز الثقة وخلق بيئة استثمارية مستقرة وجذابة لجميع الأطراف، وأن تكون هناك خطوات ملموسة لتحسين الأداء العام للسوق مع مرور الوقت.