الاربعاء 18 ديسمبر 2024 | 11:38 مساءً
كشف تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأربعاء، عن شهادات صادمة توثق انتهاكات مروعة وعمليات قتل عشوائي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في محور "نتساريم" بقطاع غزة.
وأبرز التقرير استخدامًا مفرطًا وغير مبرر للقوة، في مشاهد وصفها بأنها ترقى إلى جرائم حرب وانتهاك صارخ للقوانين الدولية.
وحسب ما نقلته قناة روسيا اليوم، أوضح التقرير أن الجيش يستهدف المدنيين بشكل عشوائي، بما في ذلك أطفال وأشخاص يحملون أعلامًا بيضاء، بزعم "عبور خطوط وهمية". ويشير إلى أن محور "نتساريم"، الممتد بطول 7 كيلومترات، يعد "منطقة قتل مفتوحة"، حيث تترك جثث القتلى دون جمع، مما يجذب الكلاب لنهشها.
قال أحد الجنود في شهادته بأنه طلب منه استهداف طفل فلسطيني أعزل يبلغ من العمر 16 عامًا، رغم اعتراض أحد الجنود الذي أكد أن الطفل لم يكن مسلحًا. وأضاف أن قائد الكتيبة رد بعبارة: "كل من يعبر الخط هو مخرب. لا يوجد مدنيون هنا".
رصد التقرير حوادث أخرى مثل استهداف مجموعة فلسطينيين يحملون أعلامًا بيضاء وأشخاص غير مسلحين، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ من مروحيات على مدنيين، بينهم رجل وطفلان. وأشار أحد الجنود إلى غياب أي مبرر لهذه العمليات، واصفًا المشاهد بأنها "تقشعر لها الأبدان".
وأكد التقرير، أن الجيش الإسرائيلي يمنح قادته الميدانيين صلاحيات واسعة، تتضمن استخدام القوة الجوية دون الرجوع إلى القيادة العليا، مما أدى إلى تجاوز القوانين العسكرية وتفاقم الانتهاكات. كما لفت إلى أن القادة العسكريين يتعاملون مع الفلسطينيين كأهداف مشروعة، ويحولون العمليات العسكرية إلى منافسة بين الوحدات على عدد القتلى.
بالإضافة إلى ذلك، نقل التقرير عن أحد الضباط البارزين قوله إن قائد فرقة 252، يهودا واخ، يدمج رؤى سياسية متطرفة في عملياته العسكرية. ووصفه الضباط بأنه شخصية "تفتقر إلى الحكمة القيادية"، حيث أطلق تصريحات مثل: "بالنسبة لي، لا يوجد أبرياء في غزة، الجميع مخربون".
اختتم التقرير بالإشارة إلى التأثير النفسي العميق لهذه الممارسات على الجنود، حيث قال أحدهم: "ما يحدث هنا لا يقتل الفلسطينيين فقط، بل يقتلنا نحن أيضًا. لن أعود إلى غزة مرة أخرى".
يبرز هذا التقرير جانبًا مظلمًا من العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وسط غياب المحاسبة وتآكل الضوابط الميدانية، ما يشكل تحديًا للقوانين الدولية، ويثير تساؤلات حول التزام إسرائيل بالمعايير الإنسانية في النزاعات المسلحة.
0 تعليق