الخميس 26 ديسمبر 2024 | 12:56 مساءً
جندي أوكراني على خط المواجهة،
وفقًا لتقرير (الجارديان ) كشف استطلاع جديد أجرته شركة "يوغوف" عن تراجع كبير في رغبة الشعوب في غرب أوروبا في الاستمرار في دعم أوكرانيا حتى تحقيق النصر، وذلك في وقت حاسم بالنسبة للبلاد، خصوصًا في ظل استعداد دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الدعم العسكري الأمريكي لكييف.
نتائج الاستطلاع
بينما أظهر الاستطلاع الذي أُجري في ديسمبر 2024 في فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، السويد، الدنمارك والمملكة المتحدة تراجعًا في التأييد الشعبي لدعم أوكرانيا حتى تحقق النصر، فقد أظهرت البيانات أن هناك تحولًا نحو دعم خيار التفاوض لإنهاء الحرب، حتى إذا أدى ذلك إلى ترك أجزاء من أوكرانيا تحت سيطرة روسيا. وقد أصبح هذا الخيار المفضل في أربع من الدول السبع التي شملها الاستطلاع.
ترامب وموقفه من الأزمة
أثار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الجدل بتصريحاته المثيرة التي أكد فيها أنه قادر على إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة، دون أن يقدم تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك. وفي وقت حساس مع بداية فترته الرئاسية الجديدة في يناير، تزداد المخاوف في كييف من أن الإدارة الأمريكية القادمة قد تتخذ خطوات لتقليص الدعم العسكري الغربي. وقد شكك المحللون في إمكانية أن يدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مفاوضات مع شروط مقبولة بالنسبة لكييف.
الوضع العسكري في أوكرانيا
منذ بداية الغزو الروسي الشامل قبل ثلاث سنوات، حققت القوات الروسية تقدمًا سريعًا في بعض المناطق، لا سيما في شرق أوكرانيا، وتحديدًا في منطقة دونباس. ومع تواصل المعارك، تجد القوات الأوكرانية صعوبة بالغة في الدفاع عن المدن الكبرى بسبب نقص القوات على الجبهة وضعف الدعم العسكري. في حين أن روسيا تواصل استراتيجيتها الفعالة عبر استخدام الطيران والمدفعية والهجمات البرية المركزة، مما يزيد من تعقيد الوضع.
تباين الآراء بشأن التسوية السلمية
أما بشأن التصور المحتمل للتسوية السلمية، فقد أظهر الاستطلاع أن الأغلبية في كل من السويد (57%) والدنمارك (53%) والمملكة المتحدة (51%) يعارضون بشدة فكرة التسوية التي قد تشمل التنازل عن أراضٍ لصالح روسيا. بينما كانت النسب أقل في بعض الدول الأخرى مثل فرنسا (37%) وألمانيا (31%) وإيطاليا (30%)، حيث أبدى البعض مرونة في قبول تسوية قد تشمل تنازلات لأوكرانيا.
الموقف الأوروبي من الدعم العسكري
أشار الاستطلاع إلى أن غالبية الأوروبيين في هذه الدول يشعرون أن الدعم العسكري والاقتصادي المقدم لأوكرانيا حتى الآن غير كافٍ لوقف تقدم روسيا. ولكن في الوقت ذاته، تراجعت الرغبة في زيادة الدعم، حيث أظهرت البيانات أن نسبة كبيرة من المواطنين في السويد (29%) والمملكة المتحدة (21%) وألمانيا (21%) لا يفضلون زيادة الدعم العسكري، بل يرون أن الدعم الحالي يجب أن يبقى ثابتًا أو يتم تقليصه.
التوقعات للعام القادم
وعن التوقعات المستقبلية، أظهر الاستطلاع أن غالبية الأوروبيين لا يتوقعون أن تنتهي الحرب قريبًا لصالح أي من الطرفين. بينما يعتقد الكثيرون أن الصراع سيستمر، فإن بعضهم يراهن على إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية. وتعتبر الدنمارك، ألمانيا، المملكة المتحدة وفرنسا الدول التي تميل أكثر إلى احتمالية التوصل إلى تسوية في غضون عام، بينما يعتبر الإسبان والسويديون أن القتال قد يستمر.
الخلاصة
تظهر هذه النتائج تحولًا في المزاج العام في الدول الغربية تجاه دعم أوكرانيا، حيث يزداد الدعم لفكرة التسوية السلمية بدلاً من استمرار الدعم العسكري المباشر. ويبدو أن الوضع على الأرض في أوكرانيا، بالإضافة إلى التغيرات السياسية في الولايات المتحدة، سيلعبان دورًا حاسمًا في تشكيل سياسات الدول الغربية في الأشهر المقبلة.
0 تعليق