في واحدة من أبشع الجرائم التي هزت محافظة قنا، أصدرت محكمة جنايات قنا حكمًا بالسجن لمدة عامين على اثنين من المشعوذين بعد إدانتهما بتهمة التعدي على شاب بالضرب حتى الموت، بحجة إخراج الجن من جسده. حادثة مأساوية تلخص في طياتها تأثير خرافات الشعوذة والممارسات غير القانونية التي قد تودي بحياة الأبرياء. 

مشعوذين أنهيا حياة شاب بالضرب

كان المجني عليه، خليفة.ع.م، شابًا يعاني من اضطرابات نفسية وهلاوس أدت إلى تدهور حالته النفسية. في محاولة لعلاج حالته، لجأت أسرته إلى أحد المشعوذين المحليين، الذي ادعى القدرة على علاج المس الشيطاني. الرجل، الذي عرف باسم امبارك س.م، قدم نفسه على أنه الشخص القادر على إيقاف الأعراض النفسية التي يعاني منها الشاب.

استجاب المجني عليه لجلسات العلاج التي خضع لها، حيث قرأ عليه امبارك بعض الآيات، وهو ما أدى إلى تهدئة حالته لبضعة أيام. لكن بعد مرور الوقت، عادت أعراض الهياج والاضطراب لتظهر من جديد، وهو ما جعل الأسرة تبحث عن حلول أخرى، ودفعتهم للذهاب إلى مشعوذ آخر.

رحلة إلى المشعوذ الثاني وتنفيذ الجريمة

كان الشخص الثاني هو علاء ر.م، الذي سكن في قرية القناوية بمركز قنا، وهو معروف بقدراته المزعومة في علاج الحالات المشابهة. بعد أن عادت الحالة النفسية للمجني عليه للتدهور، نصحهم امبارك بالذهاب إلى علاء لإتمام العلاج. ومع وصول الشاب وأسرته إلى منزل المتهم الثاني، عادت حالته النفسية للهيجان مجددًا.

هنا، بدأ الشاب يواجه معاملة وحشية لا علاقة لها بالعلاج. قام المتهمان بتكبيل الشاب بالحبال وانهالا عليه ضربًا مبرحًا بزعم إخراج الجن من جسده. كانت الضربات المتواصلة تتسبب في معاناته، حتى فقد حياته في النهاية بسبب هذا الاعتداء المروع.

السجن عامين لمشعوذين أنهيا حياة شاب بالضرب

بعد وقوع الحادثة، أُبلغت أجهزة الأمن في قنا بالواقعة، حيث تم نقل جثة المجني عليه إلى المشرحة، ليتم الكشف الطبي عليها. وبتحقيقات الشرطة، تم تحديد هوية المتهمين والقبض عليهما. أظهرت التحقيقات أن الجريمة كانت مدفوعة بالادعاءات الكاذبة لقدرتهما على علاج المس الشيطاني، باستخدام طرق غير قانونية وغير إنسانية.

تم تقديم المتهمين للمحاكمة، وأصدرت محكمة جنايات قنا حكمها بالسجن عامين على كل منهما بتهمة التعدي على المجني عليه بالضرب حتى الموت. وكان هذا الحكم بمثابة رسالة قوية ضد ممارسات الشعوذة التي تسببت في العديد من الحوادث المأساوية في المجتمع.