تُعتبر المبادرات البيئية في مجال الإسكان من أهم الخطوات التي تتخذها الدول لتحقيق التنمية المستدامة،إن وزارة الإسكان والمرافق في مصر تواصل تقدمها في تنفيذ مشروع الوحدات السكنية “الخضراء” في إطار المبادرة العمارة الخضراء، وهو مشروع متكامل يتم تنفيذه على مرحلتين في عدد من المدن المصرية،يهدف هذا المشروع إلى بناء وحدات سكنية مستدامة وصديقة للبيئة، مما يعكس التزام الحكومة المصرية بالتحول نحو العمارة الحديثة والمستدامة.

تفاصيل مراحل تنفيذ المبادرة

يتضمن المشروع في مرحلته الأولى إنشاء 25 ألف وحدة سكنية في مدن محددة مثل حدائق العاصمة، وأسوان الجديدة، والعالمية العبور الجديدة، والعاشر من رمضان،أما المرحلة الثانية، فتستهدف بناء 30 ألف وحدة سكنية، ليصبح إجمالي العدد 55 ألف وحدة سكنية ضمن المبادرة،وقد تم اعتماد الحصول على 25 ألف شقة لمعايير البناء الصديق للبيئة، وفق نظام تقييم الهرم الأخضر التابع للمركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، والمعتمد من المجلس المصري للعمارة الخضراء،كما تتوزع الوحدات السكنية في مختلف المدن كالتالي 10,422 وحدة في مدينة حدائق العاصمة، و3,972 وحدة في مدينة العاشر من رمضان، و7,176 وحدة في مدينة أسوان الجديدة و3,924 وحدة في مدينة العبور الجديدة.

نتائج واعدة لمشروع الوحدات السكنية صديقة البيئة

كما أوضحت مي عبد الحميد، الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، أن التحول نحو البناء صديق البيئة يعد استجابة للنتائج الإيجابية المتوقعة على المدى البعيد،تكمن الفوائد في إمكانية تقليل استهلاك الطاقة والمياه، بالإضافة إلى إعادة تدوير المياه الرمادية؛ مما يعزز من جهود الحد من الأعباء البيئية،ورغم التكلفة المرتفعة للبناء مقارنة بالنمط التقليدي، يُعَدّ الخيار صديقة البيئة أكثر فعالية على الصعيدين الاقتصادي والبيئي.

تطوير وتصميم وحدات المرحلة الثانية

تسعى إدارة الصندوق إلى الاستفادة من أفضل الممارسات الهندسية من خلال إجراء مسابقة لتصميم وحدات المرحلة الثانية، وقد تم تعديل التصميم الفائز ليكون جاهزًا للتطبيق في البناء،إن وجود دليل خاص لمواد البناء المستدامة يُعتبر جوهريًا، حيث يضمن استخدام مواد صديقة للبيئة،كما يُعد تقديم الشهادات للمقاولين العاملين في هذا المجال خطوة لتعزيز الأداء وتحفيز التميز في تطبيق المعايير البيئية.

التعاون مع المؤسسات الدولية

يتعاون صندوق الإسكان الاجتماعي أيضًا مع البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية، مما يبرز أهمية المبادرة على الساحة الدولية،يُعتبر البرنامج الرئاسي “سكن لكل المصريين” من بين أكبر مشروعات الإسكان المدعومة عالميًا، مما يعكس القيمة الإضافية والإيجابية للمبادرة وتأثيرها على البيئة والمجتمع،هذا التعاون يُعزز من قدرة المشروع على تحقيق أهدافه البيئية والاجتماعية، ويعكس التزام الحكومة المصرية بتقديم حلول سكنية مستدامة لمواطنيها.

في الختام، تعتبر مبادرة العمارة الخضراء خطوة أساسية نحو تحسين جودة الحياة في المجتمعات المصرية،تسهم الوحدات السكنية الصديقة للبيئة في تقليل التأثيرات السلبية على البيئة وتعزيز الاستدامة، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في المناطق الحضرية،من خلال هذه الجهود، تُعزز وزارة الإسكان والمرافق من مستهدفاتها في توفير بيئة سكنية ممتازة وآمنة للمواطنين، مما يسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.